أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشيخ المعيوف يكتب: رجالات الأردن في السبعينات.. حين وقف الوطن على أكتاف الرجال


الشيخ ركاد مناور شافي المعيوف

الشيخ المعيوف يكتب: رجالات الأردن في السبعينات.. حين وقف الوطن على أكتاف الرجال

مدار الساعة ـ

الملك الحسين بن طلال ورفاق دربه… وصفي التل، حابس المجالي، وعطا الله غاصب السرحان – رجال دولة صنعوا المجد بثبات الموقف وصدق الانتماء

في سبعينات القرن الماضي، لم يكن الأردن يعيش مرحلة عادية من تاريخه؛ كانت سنوات العواصف السياسية والتهديدات الأمنية، حين تكسّرت على أرضه أمواج المؤامرات من الداخل والخارج.

ومع ذلك، بقي الوطن واقفًا، لأن على أكتافه وقف رجالٌ صادقون آمنوا أن حماية الأردن واجب لا يعرف التراجع.

كان في مقدمتهم جلالة الملك الحسين بن طلال – طيّب الله ثراه – القائد الذي واجه الأزمات بحكمة الملوك وصلابة الرجال، ومعه نخبة من رجالات الوطن الذين كتبوا أسماءهم بمداد الفداء: وصفي التل، حابس المجالي، وعطا الله غاصب السرحان.

الملك الحسين بن طلال… القائد الذي حمى السفينة وسط العاصفة

كان الملك الحسين رحمه الله عنوان المرحلة وقلبها النابض. واجه أخطر التحديات في تاريخ الدولة الأردنية، وأدار الأزمات بوعيٍ نادر وبصيرةٍ نافذة.

في تلك السنوات العصيبة، وقف شامخًا، مؤمنًا أن الوطن لا يُدار بالخوف بل بالثقة بين القائد وشعبه.

كان يلتقي الجنود في مواقعهم، يشاركهم الخبز والميدان، ويبثّ فيهم روح الانتماء، حتى أصبح رمزًا للثبات والقيادة الهاشمية الحكيمة التي صنعت توازن الأردن واستقراره.

وصفي التل… الحلم الذي لم يكتمل

حلم وصفي التل بوطنٍ قويٍّ مكتفٍ بذاته، يرى في الكرامة عنوانًا للسيادة.

لم يكن رجل سياسة فحسب، بل كان مفكرًا وطنيًا يؤمن بأن التنمية هي خط الدفاع الأول عن الوطن.

اختار طريق الفعل لا القول، وحين حاولت الأيدي العبث بأمن الأردن، وقف شامخًا حتى آخر لحظة في حياته.

استُشهد وصفي، لكن فكرته بقيت حيّة: أن الأردن يُحمى بالإخلاص والعمل، لا بالشعارات.

حابس المجالي… صلابة الجيش ووقار الدولة

المشير حابس المجالي كان رجل الميدان والقرار.

قاتل في فلسطين دفاعًا عن القدس، وكان من أولئك الذين لا يعرفون التراجع حين يكون الوطن في خطر.

في السبعينات، جسّد حابس المجالي معنى الهيبة والانضباط، وكان السند الأمين لجلالة الملك في مرحلةٍ مفصلية من تاريخ الدولة.

ظل صوته يردده الضباط والجنود: “الأردن لا يملك ترف الخطأ، لأن الخطأ في وطنٍ صغير يعني ضياعه كله.”

عطا الله غاصب السرحان… فروسية البادية وصدق الولاء

ومن بادية الشمال خرج الباشا عطا الله غاصب السرحان، رجل الوقار والهيبة، الذي جمع بين صفاء البادية وانضباط المؤسسة العسكرية.

خدم وطنه بصمتٍ ونزاهة، لا يطلب شهرةً ولا مكافأة، مؤمنًا أن حماية الحدود شرفٌ يكفي عن كل ألقاب الدنيا.

كان عطا الله غاصب السرحان من أولئك الذين يصنعون الأمن في الخفاء، ويتركون أثرهم في ضمير الوطن لا في عناوين الصحف.

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

في تلك المرحلة العصيبة، لم تكن الوطنية شعارًا، بل ميدان اختبارٍ حقيقي.

وقف الملك الحسين قائدًا، ووقف وصفي، وحابس، وعطا الله في الصفوف الأولى، حين كانت الدولة تخوض معركة البقاء والسيادة.

جمعهم الإيمان بالراية الهاشمية، وبأن الأردن لا يُصان إلا برجاله الذين لا يبدّلون الولاء بالعواصف ولا بالضغوط.

الخاتمة

رحلوا جميعهم - رحمهم الله تعالى-، لكن أثرهم لم يغب.

ما زالت سيرتهم تُروى في المجالس والميادين درسًا للأجيال في معنى الرجولة والوفاء والانتماء.

لقد عاشوا في زمنٍ صعب، وتركوا لنا وطنًا صلبًا، يقف شامخًا بفضل إخلاصهم.

رحم الله الملك الحسين بن طلال، ووصفي التل، وحابس المجالي، وعطا الله غاصب السرحان…

رجالًا من زمنٍ نادر، علّمونا أن حبّ الوطن لا يُقال، يُفعل .

مدار الساعة ـ