أيّها الخامسُ من تشرينَ الأوّل، يا صباحَ المجدِ المتجدّد، ويا عيدَ الحرفِ والعطاء، ما أبهى حضورَك وما أكرمَ ذكراك!
إنّه يومُ المعلّم؛ يومُ السراجِ الذي أضاءَ دروبَ الطفولةِ والشباب، والبوصلةِ التي وجّهت خطانا نحو شواطئِ الوعيِ والكرامة، والقلبِ الذي اتّسع ليحملَ أحلامَنا الصغيرة حتى غدتْ واقعًا يزهو في ميادينِ الحياة.المعلّمُ ليس مجرّدَ ناقلٍ للمعرفة، بل هو صانعُ الإنسان، وباني الأمّة، وزارعُ القيمِ في تربةٍ خصبةٍ من العقولِ والقلوب.في ظلالِه تتربّى الأجيالُ، ومن يديه تنبجسُ ينابيعُ النور، وعلى صبرِه تُبنى صروحُ الأمل، فيغدو الحرفُ صلاةً، والدّرسُ رسالةً، والقلمُ أمانةً.سلامٌ على المعلّمِ يومَ يخطُّ على السبّورةِ أوّلَ حرفٍ في عمرِ المعرفة،وسلامٌ عليه يومَ يصوغُ بكلماتِه درسًا للحياة،وسلامٌ عليه يومَ يغادرُ الدنيا تاركًا أثرًا خالدًا لا يمحوه الزمانُ ولا تنساه الأوطان.سلامٌ عليه ما دام القلمُ يُحمل، والعلمُ يُرفَع، والحقُّ يُعلَّم.فطوبى لكلّ معلّمٍ جعلَ من ذاتِه مشكاةَ نور، وطوبى لكلّ يدٍ خطّت، ولكلّ قلبٍ صبر، ولكلّ عينٍ سهرت كي تنهضَ العقولُ وتسمو الأوطان.كلُّ عامٍ والمعلّمونَ تاجُ العزّةِ ومصابيحُ الدُّجى،وسلامٌ على الحرفِ ما دام فيه أثرُ المعلّمِ ونبضُ الرسالة.البستنجي يكتب: إنّه يومُ المعلّم
مدار الساعة ـ