في كل عام، يطلّ علينا الخامس من أكتوبر حاملاً معه عبق التقدير والإجلال، إنه يوم المعلّم، اليوم الذي نقف فيه إجلالًا لصاحب الرسالة السامية، ذلك الإنسان الذي لا يحمل طبشورةً فحسب، بل يحمل في قلبه وطنًا من الأحلام والأمل، ويغرس في تلاميذه بذور المعرفة والإيمان بالذات.
المعلّم ليس مجرد ناقلٍ للمعلومة، بل هو صانع العقول ومهندس الوعي، يعلّمنا أن نرى في كل سؤالٍ بابًا للبحث، وفي كل إجابةٍ طريقًا لفهمٍ أعمق. هو من يمنح الدروس دون أن ينتظر تصفيقًا، ويمنح الحب دون أن يطلب ثمنًا. كم من معلمٍ غيّر مصير تلميذٍ بكلمة تشجيع، أو بابتسامة ثقة زرعها في قلبٍ كان يخاف الطريق!في هذا اليوم، تتقاطع الذكريات في أذهاننا، فنستعيد وجوه أساتذتنا الأوائل: أولئك الذين علّمونا كيف نكتب الحرف الأول، وكيف نقرأ الحياة كما تُقرأ القصيدة. قد لا نذكر كل الدروس التي لقنوها لنا، لكننا لا ننسى أبدًا كيف جعلونا نشعر بأننا قادرون.إنّ الأمم لا تنهض إلا بعلمائها ومعلّميها، فالمعلّم هو الجسر بين جهلٍ ومعرفة، وبين ماضٍ ومستقبل، وبين حلمٍ وواقع. ومن لا يقدّر معلّمه، يجهل قيمة نوره الذي يبدّد عتمة الجهل. لذلك، يظلّ تكريم المعلم تكريمًا للحياة نفسها، لأن كل مهنة تبدأ من مدرسته، وكل علمٍ يولد من يديه.فلنقف اليوم احترامًا لكل معلمٍ لم تكلّ يده من كتابة الأمل على السبورة، ولم يملّ صوته من ترديد الحقيقة، لكل من حمل همّ الأجيال على كتفيه، وواصل العطاء رغم ضيق الحال.شكرًا لكل معلمٍ آمن بأن التعليم رسالة لا وظيفة، وبأن الكلمة الطيبة تصنع المعجزة.اليماني تكتب: يوم المعلّم... عيد من يزرع النور في عقول الأجيال
د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية
اليماني تكتب: يوم المعلّم... عيد من يزرع النور في عقول الأجيال
د. مريم علي اليماني
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية
كاتبة وباحثة في الفلسفة العملية
مدار الساعة ـ