في الخامس من تشرين الأوّل، تتزيّن القلوب قبل الكلمات احتفاءً بمن جعل من الحرف حياة، ومن العطاء رسالة لا تنطفئ… بالمعلّم، صانع الأجيال، وباني المستقبل.
المعلّم ليس مجرد ناقلٍ للعلم، بل هو روحٌ تُنير، وعقلٌ يُبدع، وقلبٌ يُهدي الأمل. يقف كل صباحٍ أمام طلابه، لا ليُلقّنهم الدروس فحسب، بل ليزرع فيهم الحلم، ويغرس في أرواحهم الإصرار، ويمنحهم الثقة بأنهم قادرون على تغيير العالم.هو الأب حين يغيب الأب، والأم حين تشتد الحيرة، والصديق حين يثقل الطريق. يفتح الأبواب المغلقة في العقول، ويبعث النور في زوايا الظلام. كم من طفلٍ خجولٍ أصبح قائدًا بفضل كلمةٍ مؤمنة من معلّمه، وكم من قلبٍ فقد حماسه فأيقظه نداءٌ من معلمٍ آمن بقدراته!المعلّم هو من يقف شامخًا رغم تعب الأيام، يزرع ولا ينتظر جزاءً ولا شكرًا، لأنه يعلم أن ثمرة زرعه ستظل خضراء في عقول من علّمهم، وأن بصمته ستبقى ما بقيت الحياة.يا معلّم الأجيال، يا من حملت رسالة النور في زمنٍ تزداد فيه العتمة، يا من جعلت من صبرك درسًا ومن عطائك قدوة، نقف اليوم إجلالًا لك، ونقول من القلب:شكرًا لك… لأنك النور في عيوننا، والقدوة في طريقنا، والنبض الذي يصنع الحياة.كل عامٍ وأنتَ بخير، وكل عامٍ ورسالتك سامية، وكلمتك باقية، وعطاؤك لا يُقاس بثمن.