في زمنٍ تتبدل فيه الوجوه وتتعاقب الأدوار، تبقى هناك شخصيات استثنائية تصنع حضورها لا بالكلمات، بل بالفعل والإخلاص، وتزرع أثرها في كل مكان تمضي إليه.
العمل التطوعي ليس مهنةً ولا واجبًا إداريًا فحسب، بل هو رسالة إنسانية سامية، لا يتقنها إلا من وهب قلبه للخير ووقته للآخرين. ومن بين أولئك الذين نسجوا خيوط العطاء بصدقٍ وثبات، تبرز الأستاذة فريال الجراح كأيقونة من أيقونات الوفاء في ميادين الخدمة العامة والعمل التطوعي.لأكثر من اثنين وأربعين عامًا، كانت الأستاذة فريال حاضرة في كل زاوية من زوايا العمل الخيري، تقود بهدوء، وتعمل بصمت، وتغرس قيم الانتماء والتعاون في نفوس من حولها.عرفناها إنسانةً تجمع بين الحزم والطيبة، بين المهنية العالية والتواضع الأصيل، لا تعرف للملل طريقًا، ولا للعطاء حدودًا.ومن يعرفها يدرك أنها لا تبحث عن الأضواء، لكنها تستحقها بكل جدارة، لأنها لم تتوقف يومًا عن خدمة الناس بإخلاصٍ وصدقٍ ونقاء.واليوم، يأتي ترقيها إلى منصب أمينة صندوق الجمعيه ورئيسة لجنة الثقافة والإعلام والأنشطة في المبرة وهذا ما تمنته طوال حياتها وكان تكريم طلاب الثانوية العامة الأيتام في المبرة باكورة عملها التطوعي والحمدلله كخطوةٍ جديدة تُضاف إلى سجلٍّ طويل من التميز والنجاح، وكأن القدر يُكافئها على عقودٍ من الصبر والإتقان والعطاء المتواصل.وتشكر الله على هذه الفرصة التي منحها إياها، وتسخر كل جهدها لتقديم خبرتها وعطائها في خدمة الجمعية وأعضائها، ولإلهام المتطوعين الشباب للمضي قدمًا في العمل الخيري التطوعي.في هذه الفترة، فضّلت الأستاذة فريال الجراح ترك العمل الإداري الرسمي، والتفرغ بالكامل للعمل الخيري التطوعي في الجمعية ولوجه الله تعالى.تأتي هذه الخطوة محاولةً صادقة منها لوضع كل خبراتها التي اكتسبتها خلال أكثر من اثنين وأربعين عامًا في خدمة الجمعية، ونقل هذه الخبرات بشكل مباشر للمتطوعين الشباب، دون الالتزام بأي عمل مأجور، لتكون مصدر إلهام وتوجيه للأجيال القادمة من العاملين في ميدان العمل التطوعي.ومهما ارتقت إلى منصب أعلى، الأستاذة فريال لم تغادر الجمعية، ولا تزال حاضرة وفاعلة في إدارتها وخدمة أعضائها، تواصل العطاء بنفس الروح والإخلاص التي عهدناها.لقد جمعت الأستاذة فريال بين القيادة الهادئة والرؤية الثاقبة، وبين حسٍّ إنسانيٍّ نبيل وإصرارٍ لا يلين. علّمتنا أن النجاح لا يُقاس بما نصل إليه من مناصب، بل بما نتركه من أثر في قلوب الآخرين.ولذلك، فإن هذه الترقية ليست مجرد حدث إداري عابر، بل لحظة فخرٍ لكل من عرفها وعمل معها وشهد تفانيها وإخلاصها.مبارك من القلب للأستاذة فريال الجراح هذا المنصب الجديد، ومبارك للجمعية أن يكون في صفوفها من يحمل روحًا نقية مؤمنة برسالة الخير والعطاء.وكل الثقة بأنها ستواصل المسيرة بذات الإيمان والإصرار، لتبقى مثالًا للمرأة الأردنية التي تبني بصمت وتترك بصمة لا تُنسى.العايش تكتب: فريال الجراح.. سيدة العطاء التي لم تتعب يوماً من خدمة الأيتام
رندا سليمان العايش
باحثة تربوية ومديرة مركز الريان للترجمة وخدمات البحث
العايش تكتب: فريال الجراح.. سيدة العطاء التي لم تتعب يوماً من خدمة الأيتام
رندا سليمان العايش
باحثة تربوية ومديرة مركز الريان للترجمة وخدمات البحث
باحثة تربوية ومديرة مركز الريان للترجمة وخدمات البحث
مدار الساعة ـ