أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

حبش تكتب: السلام ليس ضعفًا.. بل شجاعة للحياة


رولا حبش

حبش تكتب: السلام ليس ضعفًا.. بل شجاعة للحياة

مدار الساعة ـ

في خطوة غير متوقعة أعادت الأمل إلى المشهد السياسي، أعلنت حركة حماس قبولها ببعض بنود المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار والتفاهم حول تبادل الأسرى، وهو ما اعتبره كثيرون نقطة تحوّل قد تفتح بابًا حقيقيًا نحو مسار السلام في المنطقة.

إن السلام ليس تنازلاً عن الحقوق بقدر ما هو حماية للحياة. بعد سنواتٍ طويلة من الدماء والدمار، بات من الضروري أن ينتصر صوت العقل على ضجيج السلاح، وأن تتحول الرغبة في البقاء إلى رغبة في البناء. لقد آن الأوان لأن تتوقف دوامة العنف التي لم تخلّف سوى الدمار والخسائر، وأن يُعطى الإنسان — في كلا الجانبين — حقه في الأمان والكرامة.

القبول بخطوات أولية نحو التهدئة لا يعني نهاية المطالب، بل هو بداية طريقٍ جديد تُبنى فيه العدالة عبر الحوار لا عبر القوة. فكل مبادرة توقف نزيف الأرواح وتفتح ممرات إنسانية وتعيد الأسرى إلى بيوتهم، هي خطوة نحو واقعٍ أكثر إنصافًا وإنسانية.

إن الشجاعة الحقيقية لا تكمن في القتال، بل في القدرة على التفاوض من أجل السلام. فإعادة الثقة بين الأطراف تتطلب إرادة سياسية صادقة، وضمانات دولية واضحة، ومتابعة حقيقية تترجم الأقوال إلى أفعال. حين يشعر المواطن أن صوته مسموع وأن مستقبله مؤمّن، يصبح السلام خيارًا شعبيًا لا مجرد اتفاق سياسي.

اليوم، يقف العالم أمام مفترق طرق: إما أن يُمنح هذا الأمل فرصة، أو نعود إلى حلقة الألم ذاتها. والاختيار، كما يبدو، لم يعد سياسيًا فقط، بل إنسانيًّا بالدرجة الأولى. فكل طفل يستحق أن يعيش طفولته، وكل أم تستحق أن تنام دون خوف، وكل أرض تستحق أن تُزرع لا أن تُدمّر.

السلام هو الحلّ الأسلم للجميع. هو طريق النجاة الوحيد من هذا الجنون الممتد، والرهان الحقيقي على مستقبلٍ تتعايش فيه الشعوب بكرامة وعدالة وأمان.

مدار الساعة ـ