أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الضمور تكتب: الغيبة ورصيدك من الحسنات


الدكتورة هند جمال الضمور

الضمور تكتب: الغيبة ورصيدك من الحسنات

مدار الساعة ـ

الإنسان في هذه الدنيا يعمل ويجتهد ليجمع الحسنات، فهي زاده يوم لا ينفع مال ولا بنون. غير أن بعض الناس يغفلون عن حقيقة خطيرة تهدم ما يبنونه من أعمال، وتُبدّد ما جمعوه من حسنات، ألا وهي الغيبة.

الغيبة ليست مجرد كلمات عابرة تُقال في غياب إنسان، بل هي معول يهدم القلب والدين، وسرقة خفية لرصيدك من الحسنات. قال رسول الله ﷺ: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه» (رواه مسلم).

فيا من يسعى خلف رضا الله، اعلم أن لسانك قد يكون سبباً في فوزك بالجنة أو خذلانك يوم الحساب. كم من شخص صلّى وصام وتصدّق، فإذا جاء يوم القيامة وجد أن رصيده من الحسنات قد انتقل إلى فلان وفلان، لأنه اغتاب هذا وأكل عرض ذاك! حتى إذا فنيت حسناته، أُخذ من سيئاتهم فطُرحت عليه، فيُلقى في النار – والعياذ بالله.

الغيبة يا أحبة ليست دليل قوة، بل علامة ضعف. هي راحة وقتية للسان، لكنها خسارة دائمة للروح. لذلك كان السلف الصالح يحذّرون من مجالس الغيبة أشد التحذير، بل كان بعضهم إذا سمع غيبة قال لمن اغتاب: "هَبْتَني حسناتك التي أهديتني!"

إن كنت تريد أن تحفظ حسناتك، فأغلق على نفسك باب الغيبة، واملأ لسانك بالذكر والدعاء والثناء الطيب. واعلم أن من ستر عيب أخيه ستر الله عيوبه يوم القيامة.

فليكن شعارنا: حسناتي أثمن من أن أهديها مجاناً لمن لا يستحق.

مدار الساعة ـ