أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات مغاربيات دين بنوك وشركات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: التحالف العربي والإسلامي المشترك.. ضرورة ملحّة لتغيير موازين القوى في العالم


العميد المتقاعد حسن فهد أبو زيد

أبو زيد يكتب: التحالف العربي والإسلامي المشترك.. ضرورة ملحّة لتغيير موازين القوى في العالم

مدار الساعة ـ

طُرحت فكرة الدفاع العربي المشترك لأول مرة عام 1950 كإطار جامع للدول العربية في مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمة، وكان الجانب الأمني هو الأهم فيها. إلا أننا، وللأسف، لم نشهد منذ ذلك الحين أي ترجمة حقيقية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع.

واليوم، ومع ما تشهده المنطقة من صراعات إقليمية وتدخلات خارجية وضغوط متزايدة على الأمن القومي العربي، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر وما ارتكبته دولة الاحتلال الإسرائيلي، بات من الضروري إعادة ترتيب الأوراق من جديد. فمن الواضح أن غياب منظومة دفاع عربية فاعلة يفتح الباب واسعًا أمام القوى الكبرى لفرض أجنداتها على حساب مصالح شعوبنا العربية والإسلامية.

من هنا، فإن التحالفات الاستراتيجية مع الدول الإسلامية في آسيا وإفريقيا تمثل رافعة حقيقية للأمن العربي، حيث تجمع العرب مع هذه الدول قواسم مشتركة عديدة في الدين والتاريخ والمصالح الاقتصادية، فضلًا عن مواجهة التحديات الأمنية ذاتها. مثل هذه التحالفات تمنح العرب عمقًا استراتيجيًا، وتؤسس لشراكات متوازنة تقلل من الارتهان للقوى الدولية الكبرى.

إن إحياء مشروع الدفاع العربي والإسلامي لم يعد خيارًا سياسيًا فحسب، بل أصبح ضرورة وجودية ملحّة لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل: العسكري والسياسي والاقتصادي، خصوصًا في ظل هيمنة القطب الواحد المنحاز للعدو الأول للعرب والمسلمين، وهي دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وهذا ما جاء منسجمًا مع ما طرحه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في خطابه خلال قمة الدوحة، حيث أكد جلالته:

> "علينا في العالم العربي والإسلامي أن نراجع كل أدوات عملنا المشترك، لنواجه خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة."

وأضاف جلالته:

> "هذا العدوان دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود."

ومن هنا، يجب أن يكون ردّنا واضحًا وحاسمًا ورادعًا. وما تناقلته الأخبار مؤخرًا حول بعض الاتفاقيات، مثل اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان، والاتجاه نحو اتفاقية مماثلة بين مصر وتركيا، ما هو إلا ترجمة عملية لما جاء في خطاب جلالة الملك. ونأمل أن تكتمل الصورة لنصل إلى حلف عربي–إسلامي يشكّل قوة ردع ودفاع أمام تغوّل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، في ظل دعم نظام القطب الواحد الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية.

في الختام ان التحالفات مع الدول الإسلامية تمثل بُعدًا استراتيجيًا يعزز مكانة الأمة العربية والإسلامية في عالم مضطرب تسوده التحالفات الكبرى، عالم لا مكان فيه للضعفاء أو للمتفرجين.

مدار الساعة ـ