ارتبطت حرب غزة بعدة اهداف منها تهجير الشعب الفلسطيني، واعادة الاحتلال بالتدمير الشامل، والاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل ولم يعط رئيس الوزراء الإسرائيلي اي فرصة لوقف الحرب وانهاء معاناة شعب غزة لجملة من الأسباب من أهمها سيطرته على القرار السياسي والعسكري والدعم اللامتناهي الذي يتلقاه من ادارة الرئيس الاميركي الذي يتبنى الرواية الصهيونية بل يزاود عليها بألفاظ قاسية وقرارات صلبة من أجل حماية حكم اليمين المٌتطرف من منطلق ايديولوجي - ديني، والذي ينادي يوقف الحرب واطلاق النار يصوت في مجلس الأمن بالفيتو ضد قرار المجلس بوقف اطلاق النار بالأمس. وهناك ابعاد شخصية سياسية تتعلق بشخص نتنياهو في بادئها أنه لا يريد ان ينهي حياته السياسية لأنه يملك مبادئ وافكارا ايديولوجية روحانية تلمودية ومنها السيطرة على الشرق الأوسط وبناء شرق اوسط جديد يتماشى مع الرؤى التلمودية والتي اهمها اسرائيل الكبرى، يريد استمرار الحرب لتكون جزءا من الحملة الانتخابية لليمين المُتطرف في العام ٢٠٢٦، فالدم الفلسطيني كان وسيكون من الدعاية الانتخابية، فالامعان باراقة الدماء جزء من حملة سياسية لليمين المُتطرف، وبالتالي ستمتد هذه الحرب للعام القادم دون توقف وحتى لو توقفت يتم استعادتها، أن النصر المُطلق الذي يريده نتنياهو هو البقاء في السُلطة وعدم تفكك الائتلاف الحاكم.
لا يريد ايقاف هذه الحرب لأنه يدعي تنفيذ رؤية ترامب بالتهجير وتحويل القطاع لاستثمار تجاري ريفيرا الشرق الأوسط. لا يريد ايقاف الحرب لأنه مطلوب كمجرم حرب للمحكمة الجنائية الدولية اذ ان خروجه من السُلطة سيفتح الباب لملاحقته.لا يريد انهاء هذه الحرب لانه ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعدم اعطاء اي فرصة للدول في الاعتراف بها.لا يريد ايقاف الحرب لانه يريد ضم الضفة الغربية وانهاء القضية الفلسطينية بالاستيطان ومنع قيام الدولة لا يريد وقف الحرب لأنه يريد أن يبني هيكل سليمان المزعوم في القدس وعلى انقاض المسجد الأقصى وتوحيد فلسطين من البحر الى النهر كدولة قومية يهودية خالصة لليهود. ولا مجال للفلسطينيين إلاّ كانتونات معزولة وتحت السيادة العسكرية الإسرائيلية.تم القضاء على ١٠٪ من سكان غزة البالغ 2ر2 مليون ويجري اليوم اعادة احتلال مدينة غزة وتهجير أهلها نحو الشاطئ ومنطقة المواصي اذ سيتم تجميع كامل السكان أمام ٢٠% من مساحة غزة، وسيزداد الضغط على السكان للتهجير بكل الوسائل القتل، التجويع، والحصار مما سيؤدي للقهر، والاحباط ويقود لقدوم السفن الانسانية من كافة الارجاء بدعوى البُعد الانساني وحماية الأهالي وقذفهم للسفن الى أماكن اخرى وكل شيء مُعد، بمبالغ شهریة، سكن، ورعاية هذا هو السيناريو المُحتمل في قادم الأيام، فالتهجير هو الهدف النهائي المنشود والذي ترعاه ادارة ترامب بكل قوتها. وكما يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي انها اسبارطة الدولة العسكرية المُتوحشة التي تؤمن باستخدامات القوة المُفرطة بل يُسميها "سوبر اسبارطة" في الشرق الاوسط فالكل مطلوب وعلى الكل ان يصمت امام مبادئ الديمقراطية الغربية الحرية، العدالة، والمساواة.'التهجير الإنساني عبر البحر'
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
'التهجير الإنساني عبر البحر'
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ