أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

عباسي تكتب: الأردن يجسّد التضامن مع غزّة


عهد عباسي

عباسي تكتب: الأردن يجسّد التضامن مع غزّة

مدار الساعة ـ

في ذروة العدوان على قطاع غزّة، وبينما اختلط الدخان بصرخات المدنيين، لم تكن غزّة وحدها في مواجهة المحنة، فقد كان الأردن حاضرًا، ليس عبر التصريحات أو الشعارات، بل بالفعل الملموس والدعم المباشر، ومن خلال المساعدات الإنسانية والمواقف السياسية الثابتة.

ومنذ اللحظات الأولى، اتخذت الدولة الأردنية قرارًا واضحًا وبإصرار الوقوف إلى جانب غزّة وعدم تركها تواجه مصيرها منفردة وعلى الفور، تحرّكت قوافل الإغاثة الأردنية وهي تحمل الدواء والغذاء والاحتياجات الأساسية، في رسالة عملية تؤكد أن الإنسان الفلسطيني ليس وحده، وأن الأردن يضع واجبه الأخوي والإنساني فوق كل اعتبار.

ويبرز في هذا السياق الدور المحوري للمستشفى الميداني الأردني في القطاع، الذي لم يكن مجرّد منشأة طبية، بل شكّل رمزًا للتضامن والأمل وسط الدمار، فداخل جدرانه، وعمل الأطباء والممرضون الأردنيون على تضميد الجراح وتخفيف الألم، فيما رفرفت الراية الأردنية شاهدة على التزام لا يعرف التراجع.

وكما عزّز موقف جلالة الملك عبد الله الثاني صورة هذا التضامن، إذ لم يكتفِ بمتابعة الأوضاع عن بُعد أو إصدار التوجيهات، بل قاد بنفسه إحدى الطائرات العسكرية الأردنية المتوجّهة إلى القطاع، في مشهد حمل دلالات واضحة على أن دعم الأردن لغزّة يتجاوز البروتوكول، ليعكس التزامًا شخصيًا ورسالة سياسية وأخلاقية في آن واحد.

إن الحضور الأردني في غزّة لا يمكن النظر إليه باعتباره استجابة ظرفية، بل هو امتداد لنهج راسخ في السياسة الأردنية يقوم على أن فلسطين قضية مركزية، وأن غزّة جرح لا يُهمل، ومن خلال الجمع بين الموقف السياسي والدور الإنساني، جسّد الأردن نموذجًا فريدًا للتضامن العملي الذي يترجم الأقوال إلى أفعال.

ولقد أثبتت هذه المواقف أن غزّة ليست وحدها، وأن الأردن، قيادةً وشعبًا، يقف إلى جانبها باعتبار أن الألم الفلسطيني جزء من الوجدان الأردني، وأن المسؤولية الأخوية تظل أولوية لا تقبل التأجيل.

مدار الساعة ـ