أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الأردن غدا الأربعاء في زيارة هامة، حيث يلتقي بالملك عبد الله الثاني. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة.
تعد العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر نموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية، فهي ليست مجرد علاقات دبلوماسية عابرة، بل هي شراكة استراتيجية متجذرة في التاريخ والأخوة والمصالح المشتركة. لقد نمت هذه العلاقة وتطورت على مر السنين لتشمل مجالات متعددة، من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والتعاون الأمني، مما يعكس حرص قيادتي البلدين على تعزيز الروابط الثنائية لما فيه خير الشعبين.التعاون السياسي والدعم المتبادلتتميز العلاقات السياسية بين الأردن وقطر بالتنسيق المستمر والتشاور رفيع المستوى حول القضايا الإقليمية والدولية. تقف قطر باستمرار إلى جانب الأردن في مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، كما تدعم جهود الأردن في الحفاظ على أمنه واستقراره. من جهته، يثمن الأردن دور قطر الإقليمي والدولي وجهودها في الوساطة وحل النزاعات. هذا التناغم السياسي يعزز من قوة البلدين على الساحة الدولية ويخدم مصالحهما المشتركة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.شراكة اقتصادية استراتيجيةتعد العلاقات الاقتصادية حجر الزاوية في الشراكة بين البلدين. تستثمر قطر بشكل كبير في الأردن في قطاعات حيوية مثل السياحة، العقارات، والطاقة، مما يساهم في دعم الاقتصاد الأردني وتوفير فرص عمل. في المقابل، يجد المستثمرون القطريون في الأردن بيئة استثمارية جاذبة ومستقرة. كما أن الدعم القطري للأردن لا يقتصر على الاستثمارات فحسب، بل يشمل مساعدات مالية ومشاريع تنموية كان لها أثر إيجابي كبير في التخفيف من التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، وتُعد قطر من أبرز المستثمرين في الأردن، حيث بلغت قيمة استثماراتها حوالي 4.5 مليار دولار أمريكي، وتتوزع على عدة قطاعات حيوية. من أهم هذه الاستثمارات:• القطاع المالي: تُعتبر الاستثمارات القطرية في القطاع المالي الأردني كبيرة، وتشمل مشاريع في بورصة عمّان.• العقارات والسياحة: يُعتبر هذا القطاع من أهم القطاعات التي تستثمر فيها قطر، بما في ذلك الفنادق والمشاريع السياحية.• الطاقة: هناك استثمارات قطرية بارزة في قطاع الطاقة الأردني، مثل مشروع محطة كهرباء شرق عمّان ومشروع شمس معان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.• الصناعة: تتوزع الاستثمارات القطرية على عدد من المشاريع الصناعية التي تساهم في الاقتصاد الأردني.• المشاريع التنموية والخدمية: قدمت قطر مساعدات مالية ومشاريع تنموية لدعم الاقتصاد الأردني، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للأردنيين.روابط شعبية وثقافيةلا تقتصر العلاقة على الجانب الرسمي، بل تمتد لتشمل الروابط الشعبية والثقافية. تستضيف قطر جالية أردنية كبيرة ومؤثرة، تضم آلاف الأفراد الذين يعملون في مختلف القطاعات، ويساهمون بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر. هذا التواجد الأردني يعزز التفاهم والتقارب بين الشعبين، ويجعل من كل من الأردن وقطر بيتاً ثانياً لمواطني البلد الآخر.في الختام، إن الشراكة بين الأردن وقطر ليست مجرد علاقة عابرة، بل هي نموذج متكامل من الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل. إنها شراكة مبنية على رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة، حيث يسعى البلدان معاً لتحقيق التنمية والازدهار والأمن لشعبيهما والمنطقة بأسرها.
أبو نقطة يكتب: شراكة متجذرة.. الأردن وقطر.. علاقات أخوية ومصالح مشتركة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
أبو نقطة يكتب: شراكة متجذرة.. الأردن وقطر.. علاقات أخوية ومصالح مشتركة

عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ