أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

سليل الدوحة الهاشمية.. الملك عبدالله الثاني صوت العروبة في زمن الأزمات


محمد مفضي المهيرات

سليل الدوحة الهاشمية.. الملك عبدالله الثاني صوت العروبة في زمن الأزمات

مدار الساعة ـ

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه الأزمات، كان لا بدّ أن يعلو صوت الحكمة ليعيد التوازن، ويذكّر الأمة بمسؤوليتها التاريخية. ذلك الصوت كان صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سليل الدوحة الهاشمية، الذي حضر إلى قمة الدوحة حاملاً همّ العروبة ورسالة الحق.

من قلب العاصمة القطرية الدوحة، حيث التأم شمل القادة العرب في قمة طارئة جاءت في لحظة حساسة من تاريخ الأمة، برز جلالته كقائد استثنائي يقرأ المشهد بدقة، ويقود بخطاب يلامس العقول والقلوب معاً.

جلالته، الذي عُرف عربياً ودولياً بصفته رمز الحكمة والاعتدال، ألقى كلمة مؤثرة ترددت أصداؤها في قاعة الاجتماع، مؤكداً أن الأردن يقف بكل إمكاناته إلى جانب قطر والأمة العربية في مواجهة أي تهديدات تمس سيادتها أو أمنها. وقال جلالته:

"إن أمن قطر أمننا جميعاً، واستقرارها استقرارنا، وما جرى من اعتداءات يشكل تصعيداً خطيراً لا يمكن القبول به."

كانت كلمات الملك واضحة وقاطعة، لم تكن مجرد خطاب بروتوكولي بل كانت رسالة حازمة للعالم أجمع بأن العرب أمام منعطف تاريخي، وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عملية وقرارات حاسمة تحمي السيادة العربية وتصون كرامتها.

لقد استطاع جلالته بحكمته السياسية وخبرته العميقة أن يمنح القمة زخماً استثنائياً، ويحوّلها من اجتماع طارئ إلى منصة للعمل العربي المشترك، داعياً إلى تجاوز مرحلة الشجب والإدانة والانتقال إلى الفعل الحقيقي على الأرض.

ولم ينسَ جلالته التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، مشدداً على أن لا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. وهي رسالة لطالما حملها الملك إلى كل محفل دولي، مثبتاً أنه حامي الوصاية الهاشمية والمدافع الأول عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

موقف جلالة الملك في قمة الدوحة يجسد صورة القائد الهاشمي الأصيل، الذي لا يتردد في قول كلمة الحق، ويضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار، ويقود الصفوف في زمن التحديات بحكمة وشجاعة قلّ نظيرهما.

وفي ختام القمة، ظلّ جلالته كما عرفه العرب، قائداً للقلوب قبل أن يكون قائداً للبلاد، وصوتاً للضمير العربي قبل أن يكون صوت السياسة. هو سليل الدوحة الهاشمية الذي حمل رسالة أجداده من مكة إلى عمان إلى الدوحة، فكان حيثما وُجد عنواناً للوحدة والكرامة، وعلماً من أعلام الشجاعة والحكمة، يعيد للأمة ثقتها بنفسها ويبني جسور الأمل لمستقبل أكثر أمناً وعدلاً.

مدار الساعة ـ