أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العلاونة يكتب: لأننا نثق ببوصلة الوطن.. فخرنا بكلمات سيد البلاد


ثابت خالد العلاونة
محامٍ متدرب

العلاونة يكتب: لأننا نثق ببوصلة الوطن.. فخرنا بكلمات سيد البلاد

ثابت خالد العلاونة
ثابت خالد العلاونة
محامٍ متدرب
مدار الساعة ـ

في لحظة تاريخية فارقة وبينما تشتد الرياح وتتلاطم أمواج التحديات في محيط إقليمي ودولي مضطرب لم يكن صوت سيد البلاد في قمة الدوحة مجرد صوت عابر بل كان صرخة حق ونداء حكمة وتعبيراً صادقاً عن كبرياء أمة لا تقبل المساومة فإن كلمات جلالته التي اختصرت الموقف في عبارة جامعة مانعة وهي يجب أن يكون ردنا حاسماً ورادعاً لم تكن مجرد تصريح سياسي بل كانت بياناً شاملاً يجسد فلسفة حكم ويشكل بوصلة وطنية في زمن تضيع فيه البوصلات.

الوطن يبصر طريقه بالحسم ف عندما ينطق القائد بكلمة حاسماً فهو لا يعني فعلاً مؤقتاً أو قراراً عابراً بل يضع أساسًا لمرحلة كاملة من التعامل مع الأزمات والحسم في قاموس القيادة الهاشمية هو الثبات على المبادئ والوضوح في المواقف والعمل الدؤوب دون تردد أو خوف وإنه يمثل الشجاعة التي ترفض التلون والصلابة التي لا تنكسر أمام الضغوط فهذا الحسم هو الذي يجعل المواطن يرفع رأسه بفخر لأنه يعلم أن قراره السياسي ليس أسيراً للظرف بل نابع من إرادة وطنية صلبة تضع أمن الشعب ومستقبله فوق كل اعتبار وهو حسم في حماية المقدسات وفي الدفاع عن الحقوق وفي الوقوف في وجه كل محاولات التآمر على استقرارنا وهويتنا.

أما كلمة رادعاً فهي تتجاوز حدود اللحظة الراهنة لتذهب إلى أفق المستقبل الردع ليس انتقاماً أو عدواناً بل هو جوهر الحكمة الاستراتيجية إنه بناء قوة وطنية وإقليمية قادرة على منع الأذى قبل وقوعه وإرسال رسالة واضحة لكل من يفكر في المساس بأمننا أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها وإن الردع هو الضامن للسلام الحقيقي والمستدام لأنه يفرض الاحترام ويمنع الاعتداء في عالم تسوده لغة القوة فإن الردع هو لغتنا التي تقول للعالم نحن دعاة سلام ولكننا في ذات الوقت حماة حق ولن نسمح لأحد بأن يختبر صبرنا أو يستبيح أرضنا.

و غزة في قلب الموقف فإن هذه الكلمات لم تكن بعيدة عن صرخات الأشقاء في غزة بل كانت موجهة إليهم أولاً الحسم والردع الذي تحدث عنه جلالته هو حسم في دعم صمودهم ورفض للتهجير وإصرار على أن تكون قضيتهم في صدارة اهتمامات العالم إنه ردع للعدوان السافر وصرخة في وجه الصمت الدولي فخورون بملك لا يتردد في التعبير عن ألمه وقلقه العميق من المجازر التي ترتكب ويجعل من كل منبر فرصة للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة ولتأمين وصول المساعدات الإغاثية التي هي شريان الحياة الوحيد لهم.

ف ما قاله الملك لم يكن خطاباً في قمة بل كان تجسيداً للعلاقة الفريدة بين القائد والشعب فإن فخرنا بكلماته لا ينبع فقط من قوتها السياسية بل من أنها تعكس روح الأردنيين جميعاً وإننا نثق في حكمة قائدنا لأنه يتحدث بلسان ضميرنا ويعبر عن تطلعاتنا في الأمن والعدل والكرامة فهذه الثقة المتبادلة هي عماد قوة الأردن وسر صموده في وجه العواصف وإن كلمات جلالته هي رسالة لنا جميعاً مفادها أن هذا الوطن بناه الأجداد بحسم ورادع وأن مهمتنا هي أن نحافظ عليه بنفس العزيمة وأن نكون جميعاً حماة لهذا الإرث العظيم.

مدار الساعة ـ