أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين رياضة ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الفاعوري يكتب: إسرائيل وتجاوز الخطوط في المنطقة


م. عبد الله الفاعوري

الفاعوري يكتب: إسرائيل وتجاوز الخطوط في المنطقة

مدار الساعة ـ

يومًا بعد يوم يزداد الكيان الغاشم علوًا وتجاوزًا للخطوط في المنطقة من غير حسيب ولا رقيب. فقد بدأ منذ السابع من أكتوبر، حيث أظهر هذا الكيان وحشية نازية منقطعة النظير تجاه كل من يقف أمام مخططاته، بدءًا بغزة مرورًا بلبنان وسوريا وصولًا إلى الضفة والعراق واليمن وإيران.

أما العالم العربي والإسلامي، فبات متفككًا متشرذمًا، وأصبح لقمة سائغة أمام هذا الكيان الذي يستقوي على كل قُطر على حدة، بعد أن فُرِّق بينهم رغم أن المآل واحد، وهو طريق المقدسات في المسجد الأقصى والقدس، حتى صار لكل قُطر مبتغى وهدف يختلف عن الآخر.

فلماذا وصلنا إلى هنا؟ وكيف السبيل إلى إيقاف تمادي هذا الكيان الغاشم؟

بالأمس استيقظنا على خبر قصف الكيان الغاشم لمدينة حمص في سوريا، واليوم يستهدف دولة قطر، وبالأخص قيادات حركة حماس المنشغلة بالمفاوضات لإبرام صفقة تبادل. وهي ضربة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل، منها تجاوز الكيان الخطوط الحمراء للحدود مع الدول العربية والإسلامية. فهذه الضربات المتكررة التي يُقدِم عليها الكيان تؤكد – كما نشير دومًا – أنه لا معنى للسلام والاستقرار معه. فسلامه المزعوم ليس إلا محاولة للتفرقة بيننا من أجل الانفراد بكل قُطر على حدة.

والمتابع لسياسات حكومة الكيان يلحظ أنها تمضي في مشروع ديني تلمودي للسيطرة على المنطقة، يستهدف إقامة دولتهم الكبرى وممر داوود المزعوم للسيطرة الدينية والاقتصادية. وفي المقابل شنوا علينا حربًا شعواء فكرية وثقافية جفّفت منابت الأصول القويمة، وأبعدتنا عن ديننا وقيمنا حتى فقدنا بوصلتنا. فأصبحت أهدافنا متفرقة من قُطر إلى آخر، بعد أن كانت المقدسات هي غايتنا ووجهتنا وأساس وحدتنا. فلن تقوم لنا قائمة بغير عودة المقدسات إلى نفوسنا لتكون القبلة والهدف وأساس الوجود في خدمة الدين ومقدساته.

واليوم، حتى نوقف طغيان هذا الكيان، لا بد من الدعوة إلى اجتماع عربي تُوضَع فيه معاهدات السلام في كفة والقضية العربية الإسلامية في كفة أخرى، على أن تُبنى بنود هذا التوافق على القواسم المشتركة الجامعة التي تُعيد للكيان شعور الغربة والوحشة وعدم القبول، ليعود كما كان سابقًا: غريبًا لا يملك أرضًا ولا حقًا في هذه المنطقة.

وقد نشهد اليوم خطوات تستهدف إخراج قيادات حركة حماس من قطر، وربما تكون الوجهة تركيا أو إيران لأهداف لا نعلمها، قد يكون من بينها التأثير على مسار الاتفاقيات.

فاللهم نسألك وحدة تحفظ بها أمتنا وأقطارنا، وتجمع كلمتنا على الحق، ونسألك أن تُعيد لهذه الأمة البريق والرفعة، فهي المنصورة بنص قوله تعالى:

﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾.

مدار الساعة ـ