في القمة الطارئة المنعقدة في الدوحة ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كلمة حملت مضامين واضحة وصريحة تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته المتكررة التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها فقد أكد جلالته أن الاحتلال ما زال يفرض هيمنته متجاوزاً القانون الدولي ويتصرف وكأنه فوق الشرعية الدولية وهو ما يشكل خطراً على الأمة بأسرها مبيناً أن التهديد الإسرائيلي لا يعرف حدوداً وأن استمرار الصمت الدولي هو الذي أتاح لهذه الحكومة المتطرفة التمادي في اعتداءاتها

وجدد جلالته التأكيد على أن العدوان على دولة قطر يمثل عدواناً غاشماً يستهدف الأمة جمعاء وليس دولة بعينها وأن الأردن يقف إلى جانب قطر بكل إمكانياته داعماً أي خطوة تتخذ لحماية أمنها واستقرارها وسلامة شعبها كما دعا جلالته إلى مراجعة أدوات العمل العربي والإسلامي المشترك وإلى ضرورة صياغة موقف موحد قادر على مواجهة هذا الخطر والتصدي له بقرارات عملية وإجراءات ملموسة تترجم على أرض الواقع مؤكداً أن ردّنا يجب أن يكون حاسماً ورادعاً في وجه غطرسة الاحتلال

وأشار جلالته إلى أن ما يجري في الضفة الغربية من إجراءات غير شرعية يقوض حل الدولتين ويهدد فرص تحقيق السلام العادل والشامل وأن استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية يشعل الأزمات ويزيد من احتمالات الانفجار والتطرف كما ذكّر بأن العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة قبل نحو عامين ما زال شاهدًا على حجم الدمار والمعاناة التي خلفها الاحتلال بحق الأبرياء

لقد جاءت كلمة جلالة الملك في قمة الدوحة بمثابة نداء صريح للأمة العربية والإسلامية بأن وحدتها وتماسكها هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات وأن القانون الدولي يجب أن يُفرض على الجميع دون استثناء وأن الأردن سيبقى في طليعة المدافعين عن القدس وفلسطين وعن قضايا الأمة العربية كافة حاملاً لواء الحق ومواجهة كل أشكال الهيمنة والاعتداء.