أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

خميس تكتب: متى تغير العالم حقا؟


تمارا خميس

خميس تكتب: متى تغير العالم حقا؟

مدار الساعة ـ

العالم لا ينقلب بين ليلة وضحاها، بل يتبدل ببطء، كما يتآكل حجر بفعل ماء يقطر عليه سنوات طويلة. لكن هناك لحظات محددة تُسرع هذا التآكل، فتبدو وكأنها قفزة فجائية في التاريخ.

كثيرون يظنون أن الإنترنت هو اللحظة الفاصلة، تلك الشبكة التي حولت الأرض إلى شاشة مضيئة، وقلبت أنماط حياتنا وعلاقاتنا. لكن الإنترنت لم يكن سوى بداية التسارع. التغيير الحقيقي لم يأت في صيغة “نقرة” واحدة، بل كان سلسلة خيوط نسجتها العولمة، والثورة الرقمية، وتحول القيم.

ومع ذلك…سنة الكورونا جاءت لتكون الانعطافة الواضحة، اللحظة التي انكشف فيها كل شيء. في تلك السنة لم يتغير فقط شكل العمل أو التعليم، بل تغيرت فلسفة الحياة ذاتها. أُغلقت الحدود، توقفت الطائرات، وامتلأت الشاشات بوجوه جديدة. عرفنا معنى أن يختزل العالم في بيتك، أن يصبح التواصل رقميا قسريا، وأن يختبر شعور الوحدة وسط ازدحام افتراضي.

الكورونا لم تصنع التغيير من فراغ، بل كشفت هشاشتنا أمام ما كنا نظنه تحت السيطرة: العلم، الاقتصاد، حتى العلاقات الإنسانية. فجأة أدركنا أن العالم الذي صنعناه بأيدينا—المتسارع، المتشابك، المعتمد على التكنولوجيا—يمكن أن يتجمد بضربة فيروس مجهري.

منذ ذلك العام، لم يعد “الطبيعي” طبيعيا، واصبح الإنسان أكثر وعيا بضعفه، وأكثر اعتمادا على شبكات رقمية لحياته اليومية. وهنا ربما نفهم ان التغيير لم يبدأ مع الكورونا، لكنه معها صار مرئيا، محسوسا، صريحا.

إذن، هل تغيّر العالم للأسوأ؟

برأيي ان العالم لم يتغير إلى “الأسوأ” أو “الأفضل” بقدر ما أصبح أكثر وضوحا في تعقيداته ومعاييره الخاصة التي تفرض علينا طرقا مختلفة للفهم والتعامل.

مدار الساعة ـ