أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخوالدة يكتب: عدوان الدوحة.. أخطاء استراتيجية وتحوّلات في البوصلة العربية


د. زيد احسان الخوالدة

الخوالدة يكتب: عدوان الدوحة.. أخطاء استراتيجية وتحوّلات في البوصلة العربية

مدار الساعة ـ

لم يكن العدوان الذي شنّه الكيان على الدوحة مجرّد حدث عابر في سياق الصراع، بل قد يحمل في طيّاته تحوّلات عميقة تتجاوز ساحة الاستهداف المباشر. فالتاريخ يعلّمنا أنّ الغطرسة قد تقود أحيانًا إلى أخطاء استراتيجية جسيمة، تُسهم في تغيير الموازين وتسريع منعطفات الأحداث. ولعلّ ما جرى في الدوحة يكون بابًا من أبواب الفرج لغزّة، كما كانت تداعيات محطات سابقة سببًا في فتح مسارات جديدة لأهل سوريا.

يبدو أنّ نتنياهو، مدفوعًا بغطرسة القوة ووهم السيطرة، قد ارتكب خطأً استراتيجيًا كبيرًا. فبدلًا من أن يحقق ضربة سريعة ضد قادة حماس، فتح الباب أمام تماسك عربي وإسلامي متسارع، وأعاد إلى الواجهة ضرورة إعادة رسم التحالفات والعلاقات على أسس أوضح وأكثر صلابة. إنّ المستهدف الحقيقي ليس الدوحة وحدها، بل كل دولة عربية وإسلامية، وربما كانت البداية المقصودة في حساباته دولًا أخرى. غير أنّ مشيئة الله جعلت العدوان يقع في عاصمة عربية عزيزة، ليكون منطلقًا لجمع الكلمة وتوحيد الصف.

في ظل هذه التطورات، تبرز القمة العربية المقبلة كاستحقاق مفصلي، ينبغي أن تمضي بخطوات عملية وممنهجة نحو تعزيز التضامن العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. غير أنّ البُعد العسكري يظلّ الأكثر إلحاحًا، وهو ما يستدعي تفعيل آلية الدفاع المشترك بشكل جاد وفعّال، بحيث يتحول من بندٍ نظري إلى ممارسة عملية قادرة على حماية الأمن القومي العربي.

العرب ليسوا وحدهم في هذا الصراع؛ فهناك قوى إقليمية ودول صديقة، مثل باكستان وتركيا، يمكن أن تشكّل عناصر دعم إذا ما جرى التنسيق معها ضمن إطار يحفظ السيادة الوطنية لكل دولة ويخدم المصالح الاستراتيجية المشتركة. في المقابل، كل محاولةٍ لزعزعة استقرار أي نظام عربي أو التشويش على تماسكه، لا تعدو أن تكون خيانةً صريحة تخدم العدو وتحقق مآربه.

لقد أعاد النتن المنطقة إلى أجواء الستينات والسبعينات ظنا أن تطور السلاح ودعم الولايات المتحده الامريكيه ورغبة التمسك بالسلطة سيجعلانه ينطلق الى اسرائيل الثانية لكنه واهم.. فهو لم يستطع لحد الان التغلب على فصائل مسلحة في غ ز ة البطلة فكيف يستطيع أن يواجه بلادا عربية وإسلامية.. إنه لا يملك إلا اسلوب الاغتيالات والطائرات التي تنفذ عملية أضرب واهرب اعتمادا على فجوات مؤقتة ومعلومات استخبارية.

إنّ ما تحتاجه الأمة اليوم هو الالتزام بالوحدة، والوضوح في القرارات، والعمل المشترك على جميع المستويات. وحده هذا الطريق قادر على حماية المقدرات، ودرء المخاطر، واستعادة زمام المبادرة في وجه مشروعٍ لا يستهدف دولة بعينها بقدر ما يستهدف الوجود العربي والإسلامي في جوهره.

مدار الساعة ـ