حين يتكلم الأردن، لا يرفع صوته ليُسمع، بل ليُوقظ.

لا يصرخ ليظهر، بل لأن في صدره صدقًا لو كتمه لانفجر.

وفي زمن التواطؤ والتواطؤ المضاد،

حين تتوه الحقيقة بين طاولات المفاوضات الباردة، تأتي كلمة الوزير أيمن الصفدي… لا كتصريح دبلوماسي، بل كصفعة للمارقين.

“حكومة إسرائيل مارقة، مجبولة على الكراهية، ترى نفسها فوق القانون.”

كلمة تليق بالأردن حين يغضب،

وحين يخلع قفاز اللغة الناعمة ليكشف الوجه القبيح لمن يدّعون الشراكة وهم يطعنون تحت الطاولة.

✦ لماذا قال الصفدي ما قاله؟

لأن الغدر بقطر، التي تعمل بلا كلل مع مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى،

هو غدر بالجهد العربي كله،

وغدر بمرجعية الأخوّة والنية الطيبة،

وغدر بمن حاولوا وقف الحرب، لا بإثارتها.

وما جرى لم يكن زلّة دبلوماسية… بل طعنة مقصودة في خاصرة الجهود الصادقة.

وكان لا بد أن يُقال، لا مجاملةً لأحد، بل وفاءً للعروبة.

✦ هكذا يتصرف الأردن…

حين يُغدر بحليفه، لا يسكت.

وحين يُكذب عليه، لا يهادن.

وحين يرى أن الكرامة تُداس باسم “الحوار”، يُذكّرهم أن الأردن لا يبيع اسمه على طاولة السياسة.

في ذاكرة الأردن، لا مكان لحكومة تغدر وتكذب…

في ذاكرته، القدس والأقصى، والكرامة ، والوفاء لقطر، والسند لمصر، واليد المفتوحة لغزة.

“من السلط إلى النهر، ومن عمّان إلى غزة، نقولها كما قالها الجدّ حين وقف في وجه الغدر: لا يُؤمَن للمارق، ولا يُعطى للكذّاب ما يُؤخذ من الشرفاء.”

✦ الأردن… موقف لا يتلوّن

ليس جديدًا أن ينطق الصفدي بما نطق،

فهذا موقف راسخ:

لا للغدر

لا للتزييف

لا لكسر العروبة باسم الدبلوماسية.

والأردن لا يُراهن على “كلمة تقال”، بل على “خطّ لا يُكسر”.

وفي كل أزمة، يكون هناك صوت يقول:

“نحن هنا… ولسنا على الهامش.”

✦ كلمة ليست عابرة

كلمة الصفدي سُجّلت في تاريخ الأردن،

لا بوصفها غضبًا… بل بوصفها إعلانًا عن بوصلة لا تنحرف.

وفي زمن يُختبر فيه الوفاء،

قال الأردن: نحن أوفياء لمن وقف، لا لمن خان.

أوفياء لفلسطين، وللقضية، وللدم العربي الطاهر.

لا نعترف بمارق، ولا نُسلّم بكاذب، ولا نُقيم وزنًا لحكومة ترى نفسها فوق القانون.