الأجهزة القابلة للارتداء تمنح الحوامل رعاية ذكية غير مسبوقة

مدار الساعة -قد يُمثل جهاز تتبع لياقة بدنية بسيط مفتاحاً لإحداث ثورة في مجال رعاية صحة الأم، فقد وجد علماء أدلة أولية تشير إلى أن الأجهزة القابلة للارتداء الشائعة، مثل ساعة آبل وغارمين وفيتبيت، قادرة على مراقبة التغيرات الصحية المرتبطة بالحمل عن بُعد من خلال تتبع الأنماط الفسيولوجية، مثل معدل ضربات القلب، المرتبطة بالتقلبات الهرمونية.

وقال جورجيو كوير، الباحث الرئيسي ومدير الذكاء الاصطناعي في مركز سكريبس للأبحاث: "تُظهر نتائجنا أن الإشارات المُجمعة عبر أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء تتبع التغيرات المتوقعة في مستويات الهرمونات، ويمكنها اكتشاف أنماط فريدة خاصة بحالات الحمل لدى المواليد الأحياء، مما قد يسمح بمراقبة صحة الأم طوال فترة الحمل وبعد الولادة".

مراقبة مضاعفات الحمل

وبحسب دورية "إي بيو ميديسن"، لا تزال مضاعفات الحمل، بما في ذلك الإجهاض والولادة المبكرة، تُشكل مخاطر كبيرة على صحة الأم والطفل، ما يتطلب طرقاً أكثر فعالية لرصد هذه النتائج ومعالجتها.

ومن خلال مراقبة بيانات 5600 امرأة أثناء الحمل، وبيانات 108 منهن قبل 3 أشهر قبل الحمل وحتى 6 أشهر بعد الولادة، رصد الباحثون نتائج مثيرة للاهتمام عن تأثير التغيرات الهرمونية.

وكانت بيانات معدل ضربات القلب مُلفتة للغاية.

فخلال فترة الحمل المُبكرة، وجد الباحثون أن معدل ضربات قلب المرأة ينخفض في البداية بين الأسبوع الـ 5 والـ 9، ثم يرتفع بثبات حتى حوالي 8 أو 9 أسابيع قبل الولادة، ليصل إلى ذروته عند 9.4 نبضة في الدقيقة، مُتجاوزاً مستويات ما قبل الحمل.

وبعد الولادة، انخفض معدل ضربات القلب إلى ما دون مستوياته الأساسية قبل أن يستقر بعد حوالي 6 أشهر من الولادة.

النوم والتقلبات الهرمونية

كما تتبع الباحثون أنماط النوم والنشاط طوال فترة الحمل. للتحقق من صحة هذا الارتباط، قارن الفريق أنماط أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء مع بيانات منشورة عن مستويات الهرمونات من دراسات حمل سابقة، ما أدى إلى إنشاء نماذج مفصلة تتنبأ بتغيرات معدل ضربات القلب بناءً على التقلبات الهرمونية المتوقعة طوال فترة الحمل.

وعلى الرغم من أن هذه النتائج لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تُظهر أن الأجهزة القابلة للارتداء يمكن أن تُحسّن رعاية ما قبل الولادة، وخاصةً للنساء اللواتي يعشن في مناطق تفتقر إلى رعاية الأمومة.