وقف أيمن الصفدي اليوم في مجلس الأمن، وخطابه لم يكن مجرد كلمات دبلوماسية عابرة، بل كان صرخة حازمة للعالم أجمع: الأردن لن يساوم على فلسطين، ولن يقف صامتاً أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي. كلمات الصفدي كانت بمثابة صفعة قوية على وجه الكيان المارق، مؤكداً أن إسرائيل تمارس القتل والحصار والاستيطان بلا رادع، وأن العدوان على المدنيين الفلسطينيين مستمر بشكل ممنهج.
الأردن اليوم يرسل رسالة واضحة لا لبس فيها: لا أمن، لا استقرار، ولا سلام ما دام الاحتلال قائماً وما دامت آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الأبرياء في غزة، وتسرق الأرض في الضفة، وتستبيح المقدسات في القدس.الصفدي لم يكتفِ بإدانة الانتهاكات، بل كشف الحقائق للعالم بصراحة مطلقة. وقال إن إسرائيل تتعمد خلق مجاعة في غزة، وتستهدف الأطفال والنساء والشيوخ دون خجل، مضيفاً أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته فوراً: إما التحرك لإنهاء الانتهاكات، أو مواجهة تبعات الصمت.معالي ايمن الصفدي نفسه مثال "للدبلوماسية الحازمة" والشجاعة في آن واحد. منذ توليه حقيبة الخارجية، عرف كيف يوازن بين الثبات على المواقف الوطنية والقدرة على التأثير في المحافل الدولية. موقفه الأخير اليوم يعكس خبرته الطويلة وجرأته في مواجهة الاحتلال، ويثبت أن الأردن لن يتردد في الدفاع عن القدس وفلسطين مهما كانت الضغوط.إلى الكيان المحتل ، يقول الصفدي بصوت الأردنيين جميعاً: كفى كذبا وتزييفا للحقائق، كفى قتل أطفال ونساء وشيوخ بلا سبب، كفى سرقة الأرض وفرض أمر واقع. فلسطين ليست مجرد لوحة على خريطة، ولا شعبها أرقام يمكن التلاعب بها. كل فعل عنف قاموا بأرتكابه يسجل عليكم أمام التاريخ والقانون، ولن يمر مرور الكرام.الأردن يؤكد اليوم أن القانون الدولي لا يمكن تجاوزه، وأن الحصانة لا تمنح للمعتدين. من يظن أنه فوق القانون، من يظن أن المجازر ستنسى، سيكتشف أن العدالة ستلاحقه في كل مكان.إلى من يحاول تبرير الاحتلال باسم الأمن أو الإرهاب: كلامكم مرفوض. لا أمن في ظل القتل اليومي، ولا سلام مع من يختطف الحق ويقتل الأطفال. الأردن يرفض الروايات المضللة، ويرفض محاولات تبييض الجرائم، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يكون ضحية للتاريخ المزيف.الصفدي أكد أن أمن الأردن وأمن قطر واحد، وأن العدوان على أي دولة عربية هو عدوان على الجميع. الرسالة واضحة: أي اعتداء على فلسطين أو أي بلد عربي سيواجه بموقف عربي موحد، وبصوت أردني لا يخضع لأي ضغوط أو مساومات.اليوم، لا أحد يستطيع أن ينكر أن الأردن يقود معركة سياسية ودبلوماسية في وجه آلة إسرائيلية مدعومة من قوى كبرى. لكن رغم اختلال موازين القوة، يبقى الصوت الأردني ثابتا، صلبا، لا يساوم، ولا يتنازل عن الحق الفلسطيني.خطاب الصفدي سيُذكر طويلاً، لأنه لم يكن خطاب وزير فقط، بل كان خطاب وطن بأكمله. وطن يعرف أن فلسطين قضيته الأولى، وأن القدس أمانة، وأن كلمة الحق لا تسقط.ومجمل القول: الأردن يقف بثبات مع فلسطين، يدافع عن القدس، ويرفض الاحتلال بكل أشكاله، وصوت الحق سيظل قوياً مهما طال الزمن.
القرالة يكتب: الصفدي يهزّ أركان مجلس الأمن.. صوت الحق الأردني يتحدى الاحتلال
مدار الساعة ـ