أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مكالمة أبكت وزير الخارجية أيمن الصفدي.. ممن؟!

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,أيمن الصفدي,أمانة عمان
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي -ذات يوم قمت بدعوة أيمن الصفدي إلى صالون السبت.. في أمانة عمان.. جاء الكثير من الصحفيين، وكان حديثه مفصلياً.. ومهماً وجريئاً..

بعد أن انتهى الحوار ذهبنا لشرب القهوة، ثم خرجت كي أودعه.. وعلى باب مركز الحسين الثقافي، جاءه هاتف، رد عليه فوراً وانزوى في ركن بعيد من مدخل مركز الحسين الثقافي..

غاب ما يقارب الـ ( ١٠ ) دقائق، لكنه عاد والدموع تهطل من عينيه، حاول أن يمسحها أمامي، حاول أن يتجاوز المشهد.. حاول أن يقفز من على موجة الحزن التي اجتاحته، وأنا تهت في بحر الذهول.

حين استدرجته للحديث تبين لي أن أمه هي التي كانت تتحدث على الهاتف، تبين لي أيضاً من خلال حديثي معه، أنه لم يشاهد أمه منذ شهرين بسبب سفره، بسبب انشغاله، وتبين لي أن سبب البكاء هي جملة قالتها له أمه أثناء المكالمة وهي: (ان شاء الله يا ميمتي ما يجيك وقت تندم على هالأيام اللي ما شفتني فيها)..

يالله كم شعرت به ضعيفاً مهزوزاً متعباً محطماً.. وللعلم أنا أعرف العائلة جيدا، أيمن هو الأحب، هو الغالي والحنون، هو الأقرب لأمه..

ما زالت امك أيها الرفيق والحبيب تنتظرك.. كي تأخذها إلى مزرعتكم في الأزرق، ما زالت تريدك أن تدعو إخوتك إلى منسف، وتلمهم حولك..

أنا اعرف وأنت تعرف أنها في منتصف الثمانين من عمرها، وأعرف أن الخارجية اغتالت صحتك، وأتعبتك.. وأن السفر أنهكك.. لكني يا رفيق الخطى المتعبة أعرف معنى قبلة الأم، أعرف معنى ابتسامتها.. وثق تماماً أنها تابعت كلمتك في مجلس الأمن وهي فخورة بك، مثلنا تماماً..

يكفيك السفر.. عد لحضن الوالدة يوماً واحداً أو يومين..

نحن نحبك مثلها .. لأنك من طينتنا، لأنك أيمن ابن البلد.. أنا قررت منحك إجازة تعود فيها لحضن الوطن لحضن أمك.


مدار الساعة ـ