جاء خطاب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة مختلفاً عن جميع الخطابات ، لم يكن مجرد بيان بروتوكولي مكررا، بل حمل في طياته رسائل سياسية مباشرة، ومواقف جريئة أكدت على الدور الأردني المحوري والهام في الدفاع عن قضايا الأمة.

الصفدي لم يكتفِ بالإدانة، بل سمّى الأمور بأسمائها، مؤكداً أن إسرائيل تكذب لتبرير عدوانها، وأن الاعتداء على قطر ليس سوى استمرار لنهجها الدموي ،هذا الخطاب في هذه الصورة الواضحة القوية الصادقة جعلته يتجاوز حدود القاعة إلى الرأي العام العالمي.

حين أكد الصفدي على حديث سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن أمن الأردن وقطر واحد، فإنه اكد تاكيداً قاطعاً ان الأردن في قلب المعادلة الإقليمية، وهذا الموقف عزز صورة المملكة كدولة صاحبة موقف ثابت، تدافع عن استقرار المنطقة، وترفض أن تكون شريكًا في الصمت.

الصفدي حين تحدث بكل صراحة وقال "لقد جاوز الظلم المدى… إنهُوه قبل فوات الأوان"، لم تكن مجرد جملة عابرة ، بل صرخة إنسانية اختصرت معاناة غزة للتاكيد على رسالتها ومعاناتها لتصل كل ارجاء العالم الصامت عما يجزي فيها هذه اللغة الوجدانية اكبر رسالة لتصل قلب كل انسان في ارجاء العالم.

رغم أن الخطابات وحدها لا توقف الحروب، إلا أن خطاب الصفدي أعاد رفع سقف الموقف العربي الرسمي، وأثبت أن بإمكان الدبلوماسية الأردنية أن تكون صوتاً مسموعاً، وضاغطاً، ومؤثراً في الرأي العام الدولي.

كلمة الصفدي لم تكن مجرد كلمة عابرة في مجلس الأمن، بل كانت موقفاً سياسياً رفيعاً، أعاد التأكيد أن الأردن حاضر بقوة في الساحة الدولية، ومتمسك بدوره التاريخي كمدافع عن فلسطين،وعن استقرار الاقليم وأمنه،