قصف الدوحة زلزال سياسي كبير يهز جدران دول الإعتدال العربي وكسر لكل الخطوط الحمراء لعلاقة الحلفاء والشركاء في المنطقة مع الولايات المتحدة .

إن العدوان الاسرائيلي على عاصمة عربية ، ودولة من دول الإعتدال العربي كشريك في الوساطة وتلعب دوراً رئسياً كقناة إتصال موثوقة ما بين الجماعات الإسلامية والولايات المتحدة والغرب عموماً كما حدث مع طالبان بإستضافة الدوحة للقادة السياسين من حركة طالبان بطلب من واشنطن وتحققت المصالحة بخروج الولايات المتحدة من أفغانستان ، وتمكنت دولة قطر من المساعدة بخروج عشرات آلاف المدنيين والقوات الأمريكية من أفغانستان بأمن وسلام .

واستضافت الدوحة القيادات السياسية من

حما... س بطلب أمريكي وكانت وسيطاً عربياً محايداً بالمفاوضات وتستقبل الوفود الإسرائيلية ومبعوثي الولايات المتحدة للوصول إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيلين لدى المقاومة واستقبلت أهالي هؤلاء الأسرى في الدوحة .

ووجهت حكومة قطر دعوة لقيادات حما.. س للإجتماع في الدوحة للرد على مبادرة الرئيس ترامب وليتبين أنها مبادرة مصيدة بهذا الهجوم الإسرائيلي الغادر وبسرب من الطائرات الحربية وإطلاق الصورايخ على مبنى ومكان الإجتماع وسط العاصمة الدوحة بإختراق فاضح غادر لسيادة الدولة القطرية وعمق منظومة الخليج العربي بتميز علاقاته وتحالفه وصداقته مع الولايات المتحدة ، وبعض دول الخليج تقيم علاقات تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي وتستقبل قيادات هذا الكيان ، وليمارس عدوانه الهمجي وعربدة غير مسبوقة بالعلاقة بين الدول .

إن قصف الدوحة بوجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط على اراضيها ، اثبتت أن التحالف مع واشنطن ووجود قواعد عسكرية لها لا يحقق الأمن ولا يحمي من عدوان غادر وغير مبرر . وأثبتت واشنطن أنها لا تقيم وزناً لعلاقات الصداقة وحتى لحجم مئات المليارات من الاستثمارات في الإقتصاد الأمريكي من هذه الدول الصديقة ، ولا قيمة من زيارات رئيس الولايات المتحدة لعواصم بلدان صديقة .

إن قصف الدوحة وضع منظومة دول الخليج العربي وما يطلق عليه دول الإعتدال العربي في أزمة حقيقية وأمام خيارات حاسمة من جدوى وجود قواعد عسكرية أمريكية على اراضيها والتحالف أو الشراكة الإستراتيجية أو علاقة صداقة مع دولة كبرى ترهن مستقبل هذه الدول وأمنها وإستقرارها وسيادتها لدولة محتلة مارقة ترتكب إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد الفلسطينين وتجويع وحصار، لتصبح دولة معزولة ومنبوذة عالمياً ، وصادر بحق قيادتها مذكرة إعتقال دولية كمجرمي حرب يجب إعتقالها لمحاكمة دولية .

لقد خسرت الولايات المتحدة اخلاقياً وسياسياً ومصالحها في المنطقة وحتى العالم بدعمها ورعايتها لدولة منبوذة ويعلن قادتها المجرمين بوقاحة التوسع والهيمنة والسيطرة على منطقة حيوية استراتيجية للعالم يسعى للعلاقات معها ، منطقة حية بشعوبها وثقافتها وعقيدتها وتاريخها الحضاري الموحد لأبنائها وإحترام الآخرين على قاعدة الإحترام المتبادل .

العربدة والبلطجة وطائرات في السماء لن تغير من حقائق الأرض ومن عليها !