الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حركة حماس في قلب الدوحة لم يكن حدثا عابرا بل محطة فاصلة في مسار الصراع في المنطقة فحين تمتد ألسنة النار إلى عاصمة خليجية طالما لعبت دور الوسيط فإننا أمام تحول عميق في قواعد اللعبة السياسية والأمنية الضربة التي نفذتها إسرائيل فجرت موجة إدانات دولية واسعة.
المشهد اليوم يضع قطر أمام اختبار حقيقي فهي الدولة التي احتضنت على مدى سنوات طاولات المفاوضات ومحاولات التهدئة لكنها تجد نفسها فجأة مستهدفة داخل حدودها وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل دورها كوسيط في ظل تهديد مباشر لأمنها الداخلي إسرائيل من جهتها تبدو وكأنها تعلن انتقالها إلى مرحلة جديدة من المواجهة حيث لم يعد مسرح الصراع مقتصرا على غزة بل امتد إلى العمق الخليجي في رسالة أرادت بها توسيع معادلة الردع وكسر المساحات الآمنة التي كانت الأطراف تتحرك من خلالها.وفي السياق ذاته التداعيات لا تقف عند حدود السياسة والأمن فقط بل تمتد إلى الاقتصاد وأسواق الطاقة فمجرد عملية واحدة انعكست على أسواق المال الخليجية ما يعني أن أي تصعيد إضافي قد يترك أثرا مباشرا على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة ويزيد من الضغوط على العواصم الخليجية التي تجد نفسها مضطرة إلى التفكير في تعزيز مظلة دفاعية مشتركة وفي خضم ذلك تقف واشنطن في موقف بالغ الحرج فهي من جهة الحليف الاستراتيجي لإسرائيل ومن جهة أخرى الضامن لأمن دول الخليج ما يجعلها أمام معادلة صعبة التوفيق بين طرفيها.مجمل القول ،،، إن ما حدث في الدوحة يشكل لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة فهو ليس مجرد عملية عسكرية محدودة بل حدث قد يعيد رسم التوازنات ويطرح أسئلة صعبة حول مستقبل الوساطات وأمن الخليج وبينما تتعالى الأصوات المنددة وتتصاعد المخاوف يبقى السؤال: هل سيكون هذا الهجوم بداية مرحلة أكثر خطورة في مسار الشرق الأوسط أم مجرد حدث استثنائي سرعان ما يطوى في زحمة الصراع المفتوح؟
القرالة يكتب: الدوحة.. تحت النار
مدار الساعة ـ