أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات دين بنوك وشركات رياضة ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا يسألون عن ساعة وسماعات الملك؟

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,رئاسة الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: عبد الهادي راجي المجالي - يحق لي أن أكتب عن الملك.

.. يقول لي أولادي كلما ظهر وجه الملك على الشاشة: (أبوي شو اللي حاطو الملك على إذنو)، فأخبرهم أنها سماعات.. حين يكبر المرء، يخف السمع تلقائياً لديه فيستعملها، ويخبرونني ذات الجملة يكررونها في كل مرة : (الملك كبران)..

نعم الملك كبران.. كيف لا يكبر؟.. نحن همومنا في الحياة: قسط المنزل، قسط السيارة، فاتورة الكهرباء، دمعة حرّى غافلت الخد على زمن ضاع، نحن همومنا.. أي نعم في نظرنا كبيرة وتقصم الظهر، همومنا مدارس الأولاد، وهاتف ياسر الذي لم يعد ينفع معه الإصلاح ويحتاج واحداً جديداً، همومنا أن نشتري عفشاً صار قديماً جداً ويحتاج إلى التغيير ...

لكن ما بالك برجل يحمل مسؤولية أرض مساحتها (96) ألف كيلو متر مربع، يحمل هم قضية (ف ل س ط ين)، يحمل هم اقتصاد مرهق متعب، يحمل هم مسؤولية سلامة دولة وسلامة سيادتها، يحمل مسؤولية جيش يجب أن يبقى على أعلى درجات الاستعداد، يحمل مسؤولية هيبة دولة كاملة..

كيف لرجل أن يقف في وجه ترامب أعتى وأشرس امبراطورية في العالم، ويتجاوز ألف لغم وألف مطب ويقدم خطاباً مهماً، ويفرض هيبته ...

نعم الملك كبران.. كل من يشاهد الشاشة في الكرك يقول لي هذه الجملة.. كل من يشاهد وجهه يتحدث لي عن تعبه، ومع ذلك لم تفارقه الابتسامة..

في بيتنا علقنا له صورة بالشماغ، مع أنه لا يوجد قانون يلزم بتعليق صور الملك في المنازل، القانون يلزم فقط في المؤسسات الرسمية، ولكن قانون القلب لدينا أعلى من قوانين رئاسة الوزراء.. ومؤخرا قررنا أن نضع إنارة للصورة، وغيرنا (البرواز).. في علاقتنا مع الصورة تحكمنا قوانين القلب، وتحكمنا قوانين الوفاء.. وللعلم الصور توضع للزينة، إلا صورة الملك هي وضعت كي يعرف من يزورنا بأنك مثلما تحمي البيت الأردني الكبير، تحمي منازلنا أيضاً.. وتحمي معها أحلامنا.

صار ابني الأصغر في كل ظهور للملك على الشاشة، يدقق في تفاصيل الوجه ويقول لي حين يرى السماعة: (هي الملك حاط السماعة).. لكثرة اهتمام أولادنا بتفاصيل حياته، صاروا يعودون إلى (جوجل) ويبحثون عن سماعات الأذن.. ويحضرون لنا الصور، حتى ساعة الملك صورها ابني من جوجل أيضا وجاء إلى وأخبرني قائلا: (ابوي ساعة الملك حقها 500 دولار بس) .. الأطفال الأصل أن يهتموا بما ينتج على نتفلكس من برامج، بما يصدره (ايفون) من أجهزة.. بما تطرح مطاعم الوجبات من عروض، بأجهزة الكمبيوتر التي تساعدهم في الدراسة، ببرامج الذكاء الصناعي.. لكن حين يهتمون بثمن ساعة الملك ويحضرونه من (جوجل).. وحين يهتمون بنوع سماعات الملك، وابتسامته.. وحجم الإنارة على صورته، فاعلم أننا نحبه، بكل ما في الحب من معنى.

نعم نحبه بطريقتنا العفوية البسيطة غير المتكلفة، نحبه ليس بالصورة التي تعرضها قنوات الزمن الجديد، ولا بمنطق كبار موظفي الدولة، ولا بالصور التي يرسلها الديوان.. نحبه بطريقتنا الكركية، الصافية.. الحانية، الصادقة.

أنا أعرف أن العالم كله قد شحن بالقلق، أعرف أن ظرفنا ووضعنا لانحسد عليه..لكن كلما أطل وجه الملك على الشاشة؛ أدرك أن هناك رجلاً على هذه الأرض، يستطيع أن يؤمن شعباً كاملاً ووطناً كاملاً.. أدرك أن هناك ملكاً.. مهما تكالبت النوائب والمصائب علينا، يستطيع أن يمسح الحزن عن وجه البلد، ويستطيع أن يبقي هذا الوطن واقفاً على قدميه..

الأردن لن يجثو على ركبتيه حتما لن يجثو….

وحمى الله الملك


مدار الساعة ـ