أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التهجير.. خرافة لن تسكننا


علاء القرالة

التهجير.. خرافة لن تسكننا

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

لا يكاد يمر يوم دون أن يخرج علينا أحد المتطرفين في كيان الاحتلال بتصريح يقطر "عنصرية وعدوانية"، أو يظهر "خبير" منهم ليضع تصورا عن مستقبل المنطقة يبنى على وهم "إسرائيل الكبرى"، وللأسف لدينا من يتعامل مع هذه التصريحات وكأنها أصبحت قدرا ننتظره، أو خريطة قادمة نحفظها عن ظهر قلب، فهل هذا استسلام للفكرة أم ترويج واعٍ أو غير واع لها؟

للأسف، بعض الأصوات تتلقف هذه التصريحات كما لو كانت حقائق مقدسة، وتبدأ بترويجها كأنها سيناريوهات حتمية، لا مفر منها، متناسين أن هناك شعوبا لا تقبل أن تكون مادة على طاولة مخططات واهمة وحالمة ومجنونة، وهنا نسألهم: هل كل ما يقال يمكن أن ينفذ؟ أم إنكم تروننا دولة هشة أو أننا لا نمتلك إرادتنا؟.

نحن بالأردن لسنا دولة هشة كما يتوهم الواهمون، فنحن دولة "عميقة متجذرة": تاريخ من المواقف، وشعب لا يعرف الهزيمة ولا التنازل، وجيش عربي جاهز للرد، لا من خلال البيانات والتصريحات، بل من خلال ساحات المواجهة، ومن أرض المعركة وعنوانها الكرامة، التي أذقناهم بها الهزيمة في عدد من المعارك، فهل تتناسونها؟.

ما يجب أن يكون واضحا، أن مشروع التهجير الذي يعاد طرحه بين الحين والآخر عبر تصريحات، ليس مرفوضا أردنيا فقط، بل مرفوض من جذوره على امتداد الجغرافيا التي يحلم الاحتلال بابتلاعها، فأهلنا بالضفة والقدس، لم يغادروا أرضهم رغم كل الضغوط والممارسات الوحشية، ويرابطون ويقاتلون ويتمسكون بالتراب، لأنهم يعرفون تماما أن التهجير هو موت للهوية، وتصفية للقضية.

أما غزة، حيث الموت اليومي خير دليل، فأهلها لم يرفعوا "الراية البيضاء" رغم الجراح العميقة، وصمدوا بوجه أكبر عمليات الضغط والتجويع والقصف، ولم يخرجوا من أرضهم، لأن التهجير ليس خيارا، بل استسلام، وهم أكدوا أنهم لا يعرفون الهزيمة والاستسلام بثباتهم وإصرارهم على البقاء.

التعاطي مع ترهات المتطرفين في الكيان وكأنها سيناريوهات لا مفر منها، أصبح أمرا معيبا ومخجلا، فهم لا يملكون مفاتيح المستقبل، ولا يحددون مصير شعوب أصيلة دفعت من دمائها وكرامتها وأعمار أبنائها ما يجعلها عصية على الكسر والانهزام لأفكار وطموحات لا تتجاوز أسوار الجنون والوهم.

خلاصة القول، ما يروَّج له من خرافات التهجير ليس قدرا، بل وهمٌ يصاغ في "عقول عاجزة" لا تفهم منطق الأرض ولا ذاكرة الشعوب، فمن عمان إلى القدس، ومن الكرامة إلى غزة، تتجدد الحقيقة كل يوم، والتي تكمن في أن لا الفلسطيني غادر رغم الدم والدمار، ولا الأردني انكسر رغم الضغوط والمؤامرات، ولهذا لن تسككنا خرافة التهجير للأبد.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ