لم يعد صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي مجرد وعاء مالي يحتفظ بمدخرات الأردنيين، بل أصبح قوة اقتصادية وطنية ترفد الاقتصاد المحلي وتدعم مشاريع استراتيجية كبرى، ليكون بحق الذراع الاستثماري الأكثر أماناً وتأثيراً في الدولة.
في الأشهر الأخيرة، برزت قيادة معالي عمر ملحس كعلامة فارقة في مسيرة الصندوق، إذ تحولت الاستراتيجية الاستثمارية إلى رؤية شمولية متكاملة، متسقة تماماً مع رؤية التحديث الاقتصادي، ومعززة لبرامج الدولة التنفيذية. والنتيجة: نجاحات متوالية، وطمأنينة راسخة لدى المواطنين بأن أموالهم تُدار بكفاءة وشفافية ومسؤولية وطنية عالية.ان جوهر النجاح كان في التنويع الاستثماري المدروس الذي تبناه الصندوق، والذي شمل: • المشاريع الوطنية الكبرى مثل الناقل الوطني للمياه، المشروع الأضخم في تاريخ الأردن لتأمين الأمن المائي، حيث كان للصندوق دور محوري في دعمه كاستثمار استراتيجي يخدم الأجيال القادمة. • البنية التحتية الحديثة وعلى رأسها مشروع محطة سكة الحديد الزرقاء–المطار، الذي يسهم في تعزيز قطاع النقل وتسهيل حركة الأفراد والبضائع، ما يجعل من الاستثمار فيه قيمة اقتصادية وتنموية مضاعفة. • قطاع الطاقة عبر التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة التي تواكب الاتجاه العالمي نحو الاستدامة وتخفض الكلف على الاقتصاد الوطني. • العقار والسياحة من خلال استثمارات نوعية في مشاريع فندقية وسياحية عززت موقع الأردن كوجهة إقليمية، وخلقت فرص عمل جديدة. • الأسهم والسندات وأدوات الدخل الثابت التي منحت الصندوق عائداً مستقراً وأماناً مالياً على المدى الطويل.هذا التنويع انعكس على هيكل المحافظ الاستثمارية، التي صُممت لتجمع بين الأمان والعائد: • محفظة الأسهم المحلية والإقليمية التي واكبت تحسن الأسواق. • محفظة العقار والمشاريع الوطنية طويلة الأمد. • محفظة أدوات الدخل الثابت التي عززت الاستقرار المالي. • الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية مثل الناقل الوطني وسكة الحديد.النتائج جاءت واضحة: معدلات عائد مستقرة ومجزية، تتفوق على كثير من الصناديق الاستثمارية المماثلة إقليمياً. وهذا العائد لم يأتِ على حساب المخاطرة، بل على أساس إدارة دقيقة للمخاطر، الأمر الذي عزز ثقة المشتركين والمتقاعدين ورفع شعورهم بالأمان.لذلك يمكن تلخيص أهم ما تحقق في هذه المرحلة بـ: • الشفافية العالية من خلال نشر تقارير دورية مفصلة عن الأداء. • الربط المباشر بين استثمارات الصندوق ومشاريع التنمية الوطنية، بحيث يستفيد المواطن من العائد مرتين: مرة من خلال أمان أمواله، ومرة من خلال البنية التحتية والخدمات التي يستثمر فيها الصندوق. • المساهمة في مشاريع استراتيجية كبرى مثل الناقل الوطني وسكة الحديد، ما يؤكد أن أموال الأردنيين ليست جامدة، بل تُستثمر في صلب مستقبلهم. • تعزيز الطمأنينة العامة بأن الضمان الاجتماعي هو مؤسسة وطنية شاملة، تحمل رسالة اقتصادية واجتماعية بآن واحد.اليوم يشعر المواطن الأردني أن مدخراته في الضمان ليست مجرد أرقام، بل رصيد وطني يُبنى عليه مستقبل البلاد. وهذه الثقة لم تكن لتتحقق لولا النهج الاستثماري الذي قاده معالي عمر ملحس، والذي جمع بين الحصافة المالية والرؤية الوطنية.لقد أثبت صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، في عهد معالي عمر ملحس، أن الإدارة الواعية يمكنها أن تحول مدخرات المواطنين إلى مشاريع وطنية كبرى، تحقق عائداً مالياً، وتدعم البنية التحتية، وتضمن للأردن استدامة اقتصاده وأمانه الاجتماعي. إنه بالفعل قصة نجاح وطنية، تعكس التقاء الإرادة السياسية مع الرؤية الاقتصادية، لتظل أموال الأردنيين في أيدٍ أمينة، تنمو وتثمر وتبني المستقبل
جرادات يكتب: صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي… قصة نجاح وطنية واستراتيجية راسخة للقائمين عليه
محمد ذياب جرادات
محامٍ ونائب سابق
جرادات يكتب: صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي… قصة نجاح وطنية واستراتيجية راسخة للقائمين عليه

محمد ذياب جرادات
محامٍ ونائب سابق
محامٍ ونائب سابق
مدار الساعة ـ