أصدر جلالة الملك عبد الله الثاني تصريحًا قويًا ومباشرًا، يؤكد فيه أن "أمن قطر من أمن الأردن".
هذا التصريح ليس مجرد مجاملة دبلوماسية، بل هو تعبير عن موقف راسخ ومبدأ ثابت يترجم عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويضعها في إطار شراكة استراتيجية لا تتزعزع. إنه يرسل رسالة واضحة مفادها أن التضامن العربي ليس شعارًا، بل هو واقع عملي يجب تطبيقه في مواجهة التحديات المتزايدة. إن ما قاله الملك يحمل دلالات هامة في هذه المرحلة الحساسة. ففي عالم مضطرب، حيث تتصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يصبح التكاتف والتضامن بين الدول العربية ضرورة لا خيارًا. تأكيد الأردن على رفض أي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة قطر يعكس وعيًا كاملًا بأن المساس بأمن أي دولة عربية هو تهديد للأمن العربي ككل. هذا التصريح يرسل رسالة واضحة إلى الجميع: الأردن يقف بقوة إلى جانب أشقائه، ومستعد للدفاع عن مصالحهم المشتركة. التزام أردني راسخ تجاه فلسطين لا يكتمل الحديث عن مواقف الأردن الثابتة دون الإشارة إلى التزامه المطلق تجاه القضية الفلسطينية. إن هذا الالتزام ليس مجرد موقف سياسي، بل هو جزء من الهوية الأردنية. فالأردن، بقيادته الهاشمية، يرى في نفسه المدافع الأول عن الحقوق الفلسطينية المغتصبة، وعن القدس ومقدساتها الإسلامية موقف الأردن من إعادة الحقوق الفلسطينية هو موقف لا يتغير ولا يلين. إنه موقف مبني على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية. كما يشدد الأردن باستمرار على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفقًا للقرارات الدولية. في النهاية، يمكن القول إن هذا التصريح هو حجر الزاوية في بناء مستقبل مستقر للمنطقة. إنه يجسد رؤية ثاقبة للقيادة الأردنية، تؤمن بأن القوة تكمن في الوحدة، وأن الأمن المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات القادمة، بما في ذلك تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه المسلوبة. حفظ الله الأردن وفلسطين والهاشميين.
