الأردن، هذا الوطن الصغير بمساحته الكبير بمكانته، لم يكن يومًا ساحة تُهزم فيها الإرادة، بل مدرسة تُصنع فيها الدروس والعبر. كل أزمة مرّ بها تحولت إلى رصيد وطني يعزز صلابة الدولة ويكشف أصالة الشعب. واليوم، وفي عالم مضطرب تتناوب عليه الأزمات، يقدّم الأردن نموذجًا في الصمود والإدارة الحكيمة.
القيادة الهاشمية… صمام الأمانالرؤية الهاشمية كانت ولا تزال صمام الأمان للأردن. جلالة الملك عبدالله الثاني تعامل مع الأزمات باعتبارها محطات لبناء الذات، لا معارك مؤقتة. في خطابات الملك يتكرر التأكيد على الثقة بالشعب والتمسك بالثوابت الوطنية.عودة خدمة العلم مثال واضح: خطوة استراتيجية لإعداد الشباب وتعزيز الجاهزية الوطنية. وهنا يتحول التحدي إلى فرصة، واليأس إلى أمل.التعليم والاقتصاد… الاستثمار في الإنسانالأردن راهن على التعليم باعتباره خط الدفاع الأول. فالمبادرات الملكية في تطوير المدارس والتدريب الجامعي أثبتت أن الثروة الحقيقية للأردن هي عقله البشري.ورغم المديونية وضغوط اللجوء وندرة الموارد، بقي الاقتصاد الأردني قادرًا على إيجاد مساحات للتنمية. من دعم المشاريع الصغيرة، إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة. وهكذا علّمنا الأردن أن الاقتصاد الصغير إذا أُدير بعقل كبير يمكن أن يصمد.صوت الأردن في العالملم ينعزل الأردن عن محيطه، بل كان دائمًا صوت الاعتدال في المنطقة. وفي المحافل الدولية حمل قضية فلسطين كأولوية ثابتة، ودافع عن القدس بمسؤولية تاريخية ودينية، ليؤكد أن الثوابت ليست شعارات عابرة، بل التزام أخلاقي ووطني.الخاتمةالأردن ليس مجرد دولة صمدت في وجه الأزمات، بل مدرسة أزمات حقيقية تقدم دروسًا للعالم: كيف يمكن لدولة صغيرة أن تكون كبيرة في الموقف، وكيف يمكن لشعب محدود الموارد أن يكون غنيًا بالعزيمة والإرادة.إن مدرسة الأزمات الأردنية تعلمنا أن الوطن لا يُبنى بالراحة بل بالصعاب، وأن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، سيبقى نموذجًا في تحويل التحديات إلى فرص، والامتحانات القاسية إلى انتصارات وطنية.
نصير تكتب: الأردن كمدرسة أزمات.. كيف تحولت التحديات إلى دروس وطنية؟
مدار الساعة ـ