الحياة لا تخلو من التحديات، سواء على المستوى الفردي أو الوطني. غير أن الفرق الحقيقي بين الجمود والتقدم يكمن في كيفية تعاملنا مع هذه التحديات. فالكثيرون يتوقفون عند وصف الصعوبات ويكتفون بطرحها على الطاولة، بينما القليل يسعى إلى تحويلها إلى فرص، وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى.
نحن في الأردن نواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية متشابكة، لكن هذه التحديات ليست نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من الإبداع والإصرار. إن ما ينقصنا ليس العقول ولا الطاقات، وإنما روح المبادرة والإيمان بأننا قادرون على صناعة التغيير بأيدينا.لقد أكد جلالة سيدنا في أكثر من مناسبة أن الاحتفال الحقيقي لا يكون بالشعارات أو اللقاءات، بل بالإنجازات التي تترك أثرًا ملموسًا في حياة الناس. وهذا جوهر الرؤية الملكية التي تدعونا لأن نكون فاعلين لا متفرجين، مبادرين لا منتظرين، صانعين للتغيير لا متأثرين به.إن تحويل التحدي إلى فرصة يتطلب منا أولًا الإيمان بقدرتنا على ذلك، وثانيًا العمل المشترك المبني على روح الفريق والإبداع والجرأة في اتخاذ القرار. فكل أزمة تحمل في طياتها فرصة للنمو، وكل عائق يمكن أن يكون بوابة لحل مبتكر إذا امتلكنا الإرادة والرؤية.ولاؤنا وانتماؤنا للقيادة الهاشمية وللوطن لا يكون بالشعارات، بل بالفعل والإنجاز. المواطنة الصالحة ليست مجرد كلمات تقال، وإنما ممارسة عملية تتجلى في الالتزام، والإخلاص، والعمل بروح المسؤولية. إننا بحاجة إلى أن نُترجم هذا الولاء والانتماء إلى سلوكيات يومية، وإلى مبادرات تعكس قيمنا الوطنية الراسخة وتحقق رؤيتنا لمستقبل أفضل.ما أحوجنا اليوم إلى أن نرتقي فوق خطاب التشكي والتردد، وأن نستلهم من رؤى قيادتنا دروسًا عملية، فنحتفل بإنجازاتنا مهما صغرت، ونجعل من التحدي نقطة انطلاق نحو المستقبل الذي نستحقه.
العموش يكتب: من التحدي تُصنع الفرص
مدار الساعة ـ
