أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أبوزيد يكتب: أزمات تلي أزمات وماذا بعد؟


زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح

أبوزيد يكتب: أزمات تلي أزمات وماذا بعد؟

زيد ابوزيد
زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح
مدار الساعة ـ

لا شك أنَ السنوات الماضية كانت صعبة على العرب والعروبة ، فقد أوجعتهم الفتن والحروب والأزمات المتلاحقة، وزادتهم أزمة الحرب على غزة والضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات وتهديدات التهجير والتحولات الكبرى في المنطقة إلى جانب الأزمات الاقتصادية هماً على همْ، أما العولمة بطابعها الاستعماري والتي تسوق عبر الفضاء الإلكتروني فقد ضيعت ثقافة العرب ولم تترك أحد من شرها، فزاد التهديد المحدق بمستقبل العرب، وجعل من الجسد المنهك عرضة لأي طارئٍ جديد، واليوم فإن الضغوطات تزداد حدة والخطر أكبر والأجندات تفرض من هنا أو هناك وتستهدف المجتمعات العربية التي مزقتها الحروب والفتن، والجسد الممزق أصلاً ما عاد يحتمل المزيد، والأطماع تتوالى لتجزئة العرب وتفتيت ما بقي من وحدتهم عبر صيغ الاستعمار الجديد بأشكالها المتنوعة ، فإلى متى وماذا بعد ذلك.

إنَ التراكمات السلبية في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي العربي، و تحولاتها خلال العقود الماضية، أدت إلى تراكم التحديات أمام صناع القرار الدولي والعربي، وإلى عجز واضح وجلي لكل المؤسسات الدولية وليست حرب الإبادة علىقطاعغزةوتنكيل وهدم وتشريد الشعب الفلسطيني هو الشاهد الوحيد فحرب السودان وليبيا واليمن والصراع بين أوكرانيا وروسيا شواهد على العجز ، وهناك مؤشرات على أن سبب العجز الرئيس هو التناقض مع مصالح و شروط المراكز الرأسمالية الخارجية أو العولمة من جهة أخرى بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي السائد هنا أو هناك ، مما نتج عنه شعور عميق لدى الجماهير العربية بالخوف من طبيعة الحلول القادمة وعداء سافر ضد ممارسات المركز الرأسمالي، و هو شعور يعبر عن حاجة الدول لمن يحميها من التسلط و الفقر و المرض و البطالة و الحرمان بكل أشكاله من جهة، و يوفر لمواطنيها فرصة العمل، و السكن و المأكل و العلاج في نظام ديمقراطي حقيقي تحكمه سيادة القانون و العدالة الاجتماعية في إطار مشروع قومي وحدوي عربي .

و في هذا السياق، فإن هذه القضية يجب أن تستوقف القوى الديمقراطية و التقدمية الساعية إلى عملية التغيير، لفهم ملابسات و مخاطر هذه المرحلة الخطيرة خاصة في ضوء فشل النظام الرسمي العربي في حل الإشكالات أو التناقضات الداخلية أو حل تناقضاته الخارجية مع العدو الصهيوني والنظام الرأسمالي، بالحفاظ على وحدة الارض والتصالح الداخلي بين جميع القوى وعدم السماح بالتدخل الاجنبي و الوعي بمصالح الأمة للانتقال إلى المستقبل بخطى ثابتة بخطى قد تكون صغيرة ولكنها في الاتجاه الصحيح عبر خارطة اصلاح حقيقية يمكن البناء عليها في القادم من الخطوات.

مدار الساعة ـ