لا يمكن لأي إنسان يمتلك قدراً من الضمير أن يشاهد ما يحدث في غزة دون أن تهتز مشاعره وتُستفز إنسانيته. غزة اليوم ليست مجرد قضية فلسطينية محلية، بل هي امتحان أخلاقي عالمي، كما قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله: "غزة هي العدسة التي تفرض علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي". هذه العبارة لم تكن مجرد جملة خطابية، بل كانت صرخة إنسانية مدوية تعكس حجم المأساة وتضع العالم أمام مسؤوليته التاريخية.
منذ اندلاع الأحداث في غزة، كان الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الصوت الأعلى في المحافل الدولية، مدافعاً عن الشعب الفلسطيني وعن حقه في الحياة والكرامة. لم يكن صوت الملك صدى عابراً، بل كان موقفاً صلباً يعكس التزاماً ثابتاً بالقضية الفلسطينية وحرصاً على وقف العدوان ورفع الحصار وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة أهلنا في القطاع المحاصر. الأردن لم يتعامل مع القضية الفلسطينية كملف سياسي فقط، بل باعتبارها قضية وجود وهوية وواجب أخلاقي. لقد كان الملك عبدالله الثاني وما يزال صمام أمان للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني في كل منبر دولي.أما جلالة الملكة رانيا فقد قدّمت خطاباً إنسانياً مؤثراً يكمّل البعد السياسي الذي يقوده جلالة الملك. كلماتها كانت مرآة لمعاناة أهالي غزة، وصوتاً للنساء والأطفال الذين يواجهون التجويع والقصف وفقدان الأمان. حين وصفت ما يحدث في غزة بأنه "كارثة إنسانية وتجويع لشعب بأكمله"، كانت لا تدافع فقط عن الفلسطينيين، بل تعرّي الصمت الدولي وتضع المجتمع العالمي أمام مرآة عجزه وتناقضاته.ونؤكد هنا فخرنا واعتزازنا بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا. لقد جسّدا معاً الضمير العربي والإسلامي في الدفاع عن غزة وعبّرا بصدق عن وجدان الشعب الأردني الذي يرى في فلسطين قضيته الأولى والأكثر قدسية. إنّ موقف القيادة الهاشمية ليس مجرد تعاطف عابر، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من الدفاع عن فلسطين ودليل على أصالة الأردن وعمق التزامه القومي والإنساني. وكلمات الملكة رانيا إلى جانب تحركات الملك عبدالله الثاني تشكّل لوحة متكاملة من الشجاعة الأخلاقية والسياسية، ورسالة واضحة بأن الأردن كان وسيبقى السند الحقيقي لفلسطين.لقد أثبت الأردن أن المواقف لا تُقاس بالحجم الجغرافي أو بالإمكانيات الاقتصادية، بل بصدق الانتماء وصلابة المبدأ. الأردن الصغير بحجمه الكبير برسالته، قدّم نموذجاً للعالم في الدفاع عن العدالة ووقف في وجه الضغوط السياسية والدبلوماسية ليقول كلمة الحق: أن فلسطين وغزة تستحقان الحياة والحرية.غزة اليوم تختبر إنسانيتنا جميعاً. والموقف الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني وبدعم الملكة رانيا يعطينا الأمل بأن صوت الحق لا يزال مسموعاً، وأن الضمير الإنساني لم يمت تماماً. وأنا على يقين أن التاريخ سيكتب أنّ الأردن، رغم كل التحديات، كان من أوفى المدافعين عن فلسطين، وان كلماته ومواقفه ستبقى منارة للأمة في زمن عزت فيه المواقف.
النجار يكتب: الملكة رانيا تقود الصوت الإنساني.. الأردن موقف ثابت مع غزة
إياد عبد الفتاح النجار
الأمين العام لحزب القدوة الأردني
النجار يكتب: الملكة رانيا تقود الصوت الإنساني.. الأردن موقف ثابت مع غزة

إياد عبد الفتاح النجار
الأمين العام لحزب القدوة الأردني
الأمين العام لحزب القدوة الأردني
مدار الساعة ـ