في أوراق تاريخنا الأردني ملامح لسيرة ملوك بني هاشم، ممن بذلوا في سبيل نهضة الأردن والأمة، وبين سطور هذه السير التي نعتز بها، سيرة الملك طلال بن عبدالله الأول، حيث يصادف مع الخامس من أيلول، ذكرى مناداته بالإجماع عام 1951م من قبل مجلس الأمة، بجلالة الملك طلال ابن عبد الله الأول بن الحسين الهاشمي ملكًا دستوريًا على المملكة الأردنية الهاشمية.
وفي اليوم التالي أدى الملك طلال اليمين الدستورية، متوليًا الحكم بعد استشهاد والده الملك المؤسس، وعلى الرغم من قصر مدة حكمه إلّا أنه أصدر دستور عام 1952م وبذلك أعلنت الملكية الدستورية المسألة والفصل بين السلطات. كما شهد عهده إقرار حق التعليم المجاني الإلزامي، وهو الملك الثاني للمملكة الأردنية الهاشمية، وجاء في مقابلة مع مجلة آخر ساعة المصرية قبل أيام من تسلّمه سلطاته الدستورية أن المعركة الأولى مع مجلس النواب هي "معركة الدستور" وهو الدستور الذي كان جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول قد وعد بإصداره، والملك طلال كان معروفًا بتأييده الدائم للنظام النيابي ولم يقع في مشاكل مع برلمانه. وجاء في المقابلة عن علاقته بأخيه الأمير نايف الوصي على العرش فقد تلقى الملك طلال رسالة مشبعة بروح الولاء جاء فيها "لا أحب إلي – يا أخي العزيز – من أن أرك جالسًا بقوة الله على عرشك" وكان قد تسلّم ولاية العهد في 17 آذار 1947م بموجب إرادة ملكية سامية من والده الملك عبد الله الأول. وخلال هذه الفترة كان له تصريح بخصوص العلاقة ما بين المملكتين الأردنية والسعودية فيما يتعلق بالعقبة ومعان حيث إنّ بعض المؤرخين يستعملون مصطلح الضم عام 1925م لكن الصحيح تم إعادتها إلى وطنها الأم "شرق الأردن" بعد أن تم ضمها إلى مملكة الحجاز وبهذا الخصوص يقول: "إنّ معان هي العاصمة المؤسسة لشرق الأردن يوم قدوم سمو والدي إليها بعد سقوط الملكية في سوريا بضربة من فرنسا وكانت تابعة للمملكة السورية حينذاك في العهد العثماني وكانت حدود الحجاز مدائن صالح في العهد النبوي، وتعتبر معان من أرض البلقاء وكذلك إيليا أو العقبة فهي شامية.. وإننا وآل سعود يد واحدة إن شاء الله على كل من يريد الشر بما تحت أيدينا من أوطاننا ولسنا نمد العون إلى ما حولنا إلّا بالخير.وأخيرًا ولد المغفور له الملك طلال في مكة المكرمة بجانب الحرم المكي في 5 صفر 1327هـ الموافق 26 شباط 1909م، وانتقل إلى رحمته تعالى بتاريخ 25 جمادى الأولى 1392هـ الموافق 7 تموز 1972م.هذه بعض من سيرة ملك بذل، في سبيل الأردن، وهي مسيرة موصولة بالخير حتى اليوم، وفي تاريخنا وحاضرنا شواهد ممتدة.
العبادي يكتب: في سيرة الملك طلال بن عبدالله الأول

د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة ـ