أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لماذا أفضل الأيام على الاردن لم تأت بعد؟!


عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

لماذا أفضل الأيام على الاردن لم تأت بعد؟!

عبد الرحمن ابو نقطة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ

عبارة "أفضل أيام الأردنيين لم تأتِ بعد" ليست مجرد تفاؤل عابر، بل هي رؤية عميقة لمستقبل يصنعه الأردنيون بأنفسهم. هذا الإيمان الراسخ ينبع من إدراك أن التحديات الحالية ما هي إلا محفزات لبناء غدٍ أكثر إشراقًا وازدهارًا.

لماذا افضل الايام على الاردن لم تأت بعد

السبب في أن أفضل أيام الأردن لم تأتِ بعد هو إيمان الأردنيين بقدرتهم على بناء مستقبل أفضل، وهو إيمان مبني على عدة عوامل رئيسية:

التحول نحو الاقتصاد الرقمي

الأردن يمتلك ثروة حقيقية في شبابه المتعلم والمبدع، لا في الموارد الطبيعية. هناك تحول كبير نحو الاقتصاد الرقمي، حيث أصبح الشباب الأردني قوة دافعة في مجالات البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني. هذا القطاع الواعد يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتصدير الحلول التكنولوجية للعالم، مما يقلل الاعتماد على القطاعات التقليدية.

الاستقرار السياسي والجاذبية الاستثمارية

رغم التحديات الإقليمية، حافظ الأردن على استقراره، وهذا يعد ميزة تنافسية كبيرة. هذا الاستقرار يشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية، ويدعم المشاريع المحلية، مما يمهد الطريق لنمو اقتصادي مستدام. الاستقرار الأمني والسياسي يوفر بيئة آمنة للشركات لكي تنمو وتتوسع.

الإصلاحات الحكومية ورؤية التحديث الاقتصادي

تتبنى الحكومة الأردنية حاليًا رؤية شاملة للتحديث الاقتصادي والإداري. هذه الرؤية تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال، وتطوير التعليم، وتوفير الدعم اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. هذه الإصلاحات تسعى لرفع كفاءة القطاعات المختلفة وتحفيز الابتكار، مما يضع الأردن على مسار واضح نحو الازدهار.

باختصار، أفضل الأيام لم تأتِ بعد لأن المستقبل لم يُكتب بعد، والأردنيون يعملون بجد لكتابة فصوله القادمة بالاعتماد على قوة الشباب، والابتكار، والاستقرار، والتخطيط للمستقبل.

بناة المستقبل: قوة الشباب والإبداع

يُشكل الشباب الأردني المحور الأساسي لهذه الرؤية، فهم ليسوا فقط شريحة ديموغرافية، بل هم طاقة هائلة من الابتكار والطموح. يتمتع هذا الجيل بمستوى عالٍ من التعليم، ووعي عميق بأهمية التكنولوجيا وريادة الأعمال. وبدلًا من انتظار الفرص، يقومون بخلقها، مستفيدين من المهارات المكتسبة في البرمجة، وتطوير التطبيقات، والأمن السيبراني. هذه العقول الشابة هي الكنز الحقيقي للأردن، القادر على تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة تخدم الاقتصاد وتفتح آفاقًا جديدة. أكثر من 60% من سكان الأردن هم دون سن الثلاثين، مما يجعل هذه القوة الشبابية محركاً أساسياً للنمو.

من التحدي إلى الفرصة: اقتصاد يعتمد على المعرفة

رغم محدودية الموارد الطبيعية، يتجه الأردن نحو بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الإبداع البشري. القطاع التكنولوجي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية. مشاريع التجارة الإلكترونية، وتطبيقات الخدمات اللوجستية، وحلول الذكاء الاصطناعي، جميعها تؤكد أن المستقبل هو للشركات التي تبيع الأفكار والحلول لا الموارد. هذا التحول لا يقتصر على التكنولوجيا فقط، بل يمتد ليشمل القطاعات التقليدية مثل الزراعة والصناعة. استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، وتطوير الصناعات الدوائية، كلها خطوات نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي وتحقيق التنمية المستدامة. يُعد الأردن من الدول الرائدة في تصنيع الأدوية في المنطقة، حيث تصل صادراته إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.

تكامل الجهود: الاستقرار أساس التقدم

إن ما يميز قصة الأردن هو الاستقرار الذي يشكل حجر الزاوية لكل هذه الطموحات. في ظل منطقة مضطربة، كان هذا الاستقرار محفزًا لجذب الاستثمارات، وداعمًا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وبينما تواصل الحكومة مساعيها في الإصلاح الاقتصادي والتعليمي، يساهم القطاع الخاص والمجتمع المدني في دعم هذه الجهود، مما يخلق بيئة متكاملة تضمن أن تكون "أفضل الأيام" ليست مجرد حلم، بل هدفًا يمكن تحقيقه عبر العمل الجاد والشراكة الحقيقية. الأردن اليوم يصنع مستقبله بيديه، مدركًا أن القوة الحقيقية تكمن في أبنائه وقدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص والآمال إلى واقع.

مدار الساعة ـ