حين نردد مع أحمد شوقي قوله الخالد:
وُلدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُوفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُنشعر أننا لا نتحدث عن ميلاد إنسان فحسب، بل عن ميلاد النور في قلوب البشر جميعاً، عن لحظة كونية غيرت وجه الأرض، وأضاءت دروب الإنسانية بالرحمة والعدل والهداية.ميلاد النبي ﷺ لم يكن حدثاً عابراً، بل إشراقة غيّرت مجرى التاريخ. ففي ساعة مولده أشرقت الأرواح قبل العيون، وتبدد ظلام الجاهلية، وبدأت البشرية رحلة جديدة تقودها رسالة عنوانها الرحمة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".في شخصية الرسول ﷺ اجتمع النور والإنسانية. كان أباً رحيماً، وقائداً عادلاً، وصديقاً صادقاً، ومعيناً للفقراء والمستضعفين. لم يعرف التاريخ شخصية جمعت بين القوة في الحق والرحمة في التعامل كما جمعها محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك".قصيدة شوقي ليست مدحاً تقليدياً، بل هي رسالة للأمة لتدرك أن ميلاد نبيها هو ميلاد رسالتها. ففي كل بيت من أبياتها دعوة للتأمل في قيمة العدل، والعلم، والإخاء الإنساني، التي حملها الرسول ﷺ للعالم كله.المولد النبوي الشريف ليس يوماً للاحتفال بالشعائر فقط، بل فرصة لتجديد العهد مع القيم التي جاء بها الرسول: الصدق، الرحمة، الإيثار، والكرامة الإنسانية. إنه يوم نتذكر فيه أن رسالة محمد ﷺ مستمرة ما استمرت الحياة.في كل عام يعود المولد النبوي ليذكرنا بأننا أبناء رسالة النور، وأن ميلاد الهدى لم يكن حدثاً في الماضي، بل بداية دائمة للحاضر والمستقبل. فسلام على من وُلد بالهدى، وجعل من سيرته قبساً لا ينطفئ، ونوراً يهدي القلوب إلى يوم الدين.
ميلاد النور في قلوب البشر
العميد المتقاعد ممدوح سليمان العامري
مدير التوجيه المعنوي الأسبق.. مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي
ميلاد النور في قلوب البشر

العميد المتقاعد ممدوح سليمان العامري
مدير التوجيه المعنوي الأسبق.. مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي
مدير التوجيه المعنوي الأسبق.. مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي
مدار الساعة ـ