أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات دين بنوك وشركات رياضة ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخصاونة يكتب: المواطن أكثر المنتقدين.. والأحزاب وُجدت من أجله، فعليه دعم الجادين منها لكي تتحقق برامجها ويُلمس أثرها على حياته


المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي

الخصاونة يكتب: المواطن أكثر المنتقدين.. والأحزاب وُجدت من أجله، فعليه دعم الجادين منها لكي تتحقق برامجها ويُلمس أثرها على حياته

المحامي حسام حسين الخصاونة
المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي
مدار الساعة ـ

الأحزاب وجدت من أجل المواطن ولخدمة الوطن والنهوض به في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية فهي وسيلة لمراقبة الحكومات وصياغة البرامج وإيجاد الحلول الواقعية التي تمس حياة الناس وقد قامت الحكومات وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك وضمانة شخصية منه بتعديل القوانين والتشريعات لتأطير العملية الحزبية وتنظيمها وإتاحة الفرصة أمامها للنجاح

ورغم ذلك ما زال المواطن وهو الأحق بالخدمات والتحسينات الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفساد من أكثر المنتقدين للأحزاب ولا يمكن أن نلومه تمامًا فالمطالب كبيرة والتحديات متراكمة وبعض التصرفات الفردية من أشخاص محسوبين على العمل الحزبي أساءت للتجربة وأضعفت صورتها لكن في المقابل هناك أحزاب جادة تعمل بصدق وإخلاص وتستحق أن تمنح الوقت والدعم الكافي لكي تتحقق برامجها ويلمس أثرها على حياة المواطن اليومية

إن بناء تجربة حزبية ناضجة لا يتم بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الجاد والتراكم ولا يمكن الحكم على أي حزب قبل مرور فترة زمنية كافية من الجهد والممارسة فالأحزاب التي تبنى على مصالح شخصية أو أشخاص سرعان ما تختفي بزوال المصلحة أما الأحزاب الجادة المبنية على برامج وطنية واضحة فهي القادرة على الاستمرار والتأثير

نجاح العملية الحزبية مرهون بالشرعية الشعبية والدعم المباشر من المواطن فالحزب بلا قاعدة شعبية يبقى مجرد اسم ومن هنا يصبح دور المواطن محوريًا في التمييز بين من يعمل بجدية لخدمة الوطن والمواطن وبين من يسعى وراء مصالح ضيقة والدعم الشعبي هو الذي يمنح الأحزاب الفاعلة القدرة على مواجهة الفساد وإحداث التغيير الذي يتطلع إليه الجميع

النقد البناء ضرورة لإصلاح أي تجربة لكنه عندما يتحول إلى جلد للذات وهجوم مستمر فإنه يحبط الجادين ويدفعهم إلى الانسحاب لتبقى الساحة مفتوحة أمام الفاسدين والباحثين عن مصالحهم الشخصية إن الأحزاب ليست غاية بحد ذاتها وإنما وسيلة لخدمة الوطن والمواطن ولن ينجح هذا المشروع الوطني إلا إذا قرر المواطن أن يمنحها ثقته ودعمه ليكون شريكًا حقيقيًا في صناعة التغيير وحماية الساحة من هيمنة أصحاب المصالح الضيقة.

مدار الساعة ـ