أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات جامعات بنوك وشركات دين رياضة ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

المجالي يكتب: أمانةٌ في زمنٍ عزّت فيه الأمانة


نضال انور المجالي
متقاعد عسكري

المجالي يكتب: أمانةٌ في زمنٍ عزّت فيه الأمانة

نضال انور المجالي
نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ
المجالي يكتب: أمانة في زمن عزّت

في زوايا مستشفى البشير، حيث تتشابك قصص الألم والأمل، سطعت قصةٌ مضيئة تجسّد أسمى معاني الأمانة والشرف. بطلة هذه القصة ليست طبيبة أو ممرضة، بل هي سيدة عاملة نظافة، اعتادت على خدمة المرضى والمساهمة في تطهير المكان، لكنها اليوم تطهر أرواحنا بقصة لا تُنسى.

السيدة العاملة، التي تعيش ظروفاً مادية صعبة وتصارع الحياة من أجل توفير لقمة العيش الكريمة، عثرت على مبلغ مالي ضخم: 28 ألف دولار. مبلغٌ قد يغير حياتها ويحلّ كثيراً من مشاكلها، وقد يغري أي شخص في مثل حالتها. لكنها لم تتردد لحظة، ولم تُعِرْ إغراء المال أي اهتمام. لقد تغلّبت أمانتها على حاجتها، وقرّرت أن تبحث عن صاحب المال لإعادته إليه.

في زمنٍ تُقاس فيه القيم بالمادة، وتندر فيه قصص الوفاء والشرف، تأتي قصة هذه السيدة لتكون درساً لنا جميعاً. إنها تذكير بأن الأمانة ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي فعلٌ يُمارس في أصعب الظروف. هي مثال حيّ على أن الشرف لا يُشترى بالمال، وأن الثروة الحقيقية تكمن في نقاء الروح وصدق المبدأ.

إن قصة هذه السيدة لا تستحق مجرد الثناء الشفهي، بل تستوجب التكريم الفعلي. يجب أن تكون مكافأتها بحجم أمانتها، فمثل هذه الأفعال النبيلة تعزز من قيم المجتمع وتحفّز على الخير. إن تكريمها هو تكريم لكل إنسان شريف، ولكل يد عاملة أمينة تبني هذا الوطن.

لنعطِ هذه السيدة حقها من التقدير والاحتفاء، ولنجعل من قصتها منارة تُضيء لنا الطريق. فلعلّ في قصتها ما يعيد للأمل مكانه، وللأمانة قيمتها.

حفظ الله الاردن والهاشمين.

مدار الساعة ـ