أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين مجتمع مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو نقطة يكتب: القطاع الصناعي الأردني.. محرك النمو الاقتصادي ومستقبل الأردن


عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

ابو نقطة يكتب: القطاع الصناعي الأردني.. محرك النمو الاقتصادي ومستقبل الأردن

عبد الرحمن ابو نقطة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ

يتسم الأردن بقطاع صناعي حيوي ومتنامٍ، يلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني. على الرغم من التحديات الإقليمية ومحدودية الموارد الطبيعية، فقد نجحت الصناعة الأردنية في تحقيق تطور ملحوظ، لتصبح ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وخلق فرص العمل.

يعد القطاع الصناعي في الأردن من أهم الركائز الاقتصادية، حيث يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ويُعد أكبر مشغل للأيدي العاملة الوطنية في القطاع الخاص.

مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي

يساهم القطاع الصناعي في الأردن بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي. فوفقًا لبيانات حديثة، بلغت مساهمته ما يزيد عن 25% من الناتج القومي الإجمالي. تُظهر هذه الأرقام الأهمية الكبيرة للقطاع الصناعي كمحرك للنمو الاقتصادي، حيث أنه يساهم بنسبة 40% من إجمالي النمو الاقتصادي المتحقق في المملكة.

كما أن الأردن قد تصدر منطقة الشرق الأوسط في مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، وهذا يعكس قوته ومتانته في الاقتصاد الوطني.

مساهمة القطاع الصناعي في تشغيل الأيدي العاملة

يُعرف القطاع الصناعي بأنه المشغل الأكبر للأيدي العاملة الوطنية في القطاع الخاص في الأردن. يشغل هذا القطاع ما يزيد عن 250 ألف عامل وعاملة، ويشكل الأردنيون ما يزيد عن 90% منهم. هذا الدور الحيوي في توفير فرص العمل يجعله شريكًا أساسيًا في مواجهة تحديات البطالة، وخصوصًا في ظل رؤية التحديث الاقتصادي التي تستهدف خلق المزيد من فرص العمل.

المقومات الرئيسية للقطاع الصناعي

يستفيد القطاع الصناعي في الأردن من مجموعة من المقومات التي تدعم نموه وتنافسيته:

الموقع الجغرافي الاستراتيجي: يقع الأردن في قلب الشرق الأوسط، مما يجعله بوابة للأسواق الإقليمية والدولية.

الاتفاقيات التجارية الحرة: يتمتع الأردن بشبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية، مثل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، واتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاقية أغادير، مما يمنح منتجاته وصولًا تفضيليًا إلى أسواق رئيسية.

البنية التحتية المتطورة: يمتلك الأردن بنية تحتية حديثة تشمل مناطق صناعية متخصصة، مثل مدينة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الصناعية، ومدينة الحسن الصناعية، بالإضافة إلى شبكة طرق وموانئ ومطارات متطورة.

العمالة الماهرة: يزخر الأردن بقوى عاملة متعلمة ومؤهلة، قادرة على التكيف مع التطورات التكنولوجية.

أبرز الصناعات في الأردن

يضم القطاع الصناعي الأردني مجموعة واسعة من الصناعات، ومن أبرزها:

الصناعات الكيماوية والتعدينية: تشمل صناعات الأسمدة والفوسفات والبوتاس، ويعد الأردن من أكبر منتجي هذه المواد في العالم.

الصناعات الغذائية: تعد من أكبر القطاعات الصناعية، وتشمل إنتاج المنتجات الغذائية والمشروبات التي تلبي احتياجات السوق المحلية وأسواق التصدير.

صناعة الأدوية: تتميز صناعة الأدوية الأردنية بالجودة العالية والسمعة الدولية، وتصدر منتجاتها إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.

الصناعات الهندسية والميكانيكية: تشمل إنتاج المعدات والآلات، وتلعب دورًا متزايد الأهمية في تلبية احتياجات قطاع البناء والطاقة.

صناعة الألبسة والمنسوجات: تتمتع هذه الصناعة بوجود مناطق صناعية مؤهلة مخصصة لها، وتساهم بشكل كبير في الصادرات الوطنية.

التحديات والآفاق المستقبلية

يواجه القطاع الصناعي الأردني بعض التحديات، مثل محدودية مصادر الطاقة وارتفاع تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى المنافسة الإقليمية والدولية. ومع ذلك، تعمل الحكومة الأردنية على تعزيز هذا القطاع من خلال دعم الابتكار، وتشجيع الاستثمار في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، وتوفير التسهيلات اللازمة لنمو وتطور الأعمال.

ختامًا، يمثل القطاع الصناعي في الأردن قصة نجاح ملهمة، وهو قادر على مواصلة دوره كقاطرة للنمو الاقتصادي، ومصدر رئيسي للتصدير، وموفر لفرص العمل اللائقة للشباب الأردني.

مدار الساعة ـ