منذ أول يوم تشكلت فيه الحكومة فاجأنا دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بزيارة مفاجئة إلى منطقة دير علا للاطلاع على واقع الخدمات هناك، من مدارس ومراكز صحية وشبابية وغيرها من الخدمات، ودوّن ملاحظاته بنفسه.
كانت الزيارة دون ترتيب مسبق، ووجه المسؤولين من وزراء ومعنيين إلى الإسراع بتنفيذ هذه الملاحظات وتصويبها، وتنفيذ المطالب الخدمية التي طالب بها المواطنون بالسرعة الممكنة ضمن مدة زمنية محددة، وعاد بعد مرور هذه المدة الزمنية للتأكد من تصويب الملاحظات وتنفيذ المطالب، وتبعها بعد ذلك بزيارات أسبوعية مفاجأة إلى معظم مناطق المملكة وخصوصاً المناطق النائية ، وكالعادة كان يدون ملاحظاته بنفسه ومتابعتها شخصياً.
الآن وبعد مرور سنة على تشكيل الحكومة والقيام بالعديد من الزيارات الميدانية الفجائية والتي بلغ عددها 93 موقعاً، بالإضافة إلى اجتماعات مجلس الوزراء في كافة محافظات المملكة، فإنني أقترح على دولة الرئيس أن يغير هذا الأسلوب والنهج في الزيارات الشخصية من العلنية إلى الزيارات السرية متخفيا للاطلاع على مدى التزام الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية وقيادات وموظفي هذه المؤسسات بتنفيذ كافة الملاحظات والمطالب الخدمية للمواطنين، والتزام القيادات الإدارية والموظفين بدوامهم ومكاتبهم منذ بداية الدوام اليومي إلى نهايته، وتقديم الخدمات الفضلى للمواطنين بدءاً من احترام المواطن والمراجع وانتهاءا بسرعة إنجاز معاملاتهم، لمعرفة التغذية الراجعة لزياراته الميدانية وأثرها على تحسن مستوى الخدمات والأداء الإداري للقيادات والموظفين ، لأن النهج الحالي في الزيارات أصبح روتينيا مستهلكا، وغير مجدي ولم تعد شعبيته كما السابق في بداية هذه الجولات ، وعليه فإننا بانتظار معرفة التغذية الراجعة لزيارات دولته على الواقع الميداني، وفي ضوء ذلك يتم تقييم هذه الزيارات، واتخاذ القرار المناسب من حيث الاستمرار بها إن كانت النتائج إيجابية، أو إجراء تعديل عليها وتغيير الأسلوب والوقت إن كانت النتائج سلبية، ومحاسبة المقصرين من المسؤولين بذلك، ممن كانوا السبب في إفشال نتائج هذه الزيارات، فهل يفعلها الرئيس ونسمع عن زيارات له متخفيا، تحت عنوان يوميات رئيس وزراء بنهج جديد ، وللحديث بقية.