مدار الساعة - وجد موقع "يوتيوب" نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات بعد أن اعترف بأنه أجرى تعديلات آلية على مقاطع فيديو "شورتس" باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من دون علم أصحاب المحتوى أو الحصول على إذنهم المسبق.
المبدعون لاحظوا منذ أشهر تغييرات غريبة في تفاصيل مقاطعهم؛ فالقماش بدا بتجاعيد أوضح، والجلد بدا أحيانًا أكثر نعومة وأحيانًا أكثر حدة، فيما ظهرت الأذنان مشوهة في بعض المقاطع. هذه التحسينات غير المعلنة أثارت استياء العديد من المستخدمين الذين وصفوها بأنها "تشويه للهوية الرقمية".الموسيقي الأميركي ريت شول نشر مقطعًا يشرح فيه اعتراضه، محققًا أكثر من نصف مليون مشاهدة، وقال: "لو كنت أريد هذه التعديلات لفعلتها بنفسي. لكن أن تُغيّر منصتي صورتي وصوتي أمام جمهوري، فهذا أمر يضر بثقتهم بي، حتى لو بشكل بسيط. وهذا يزعجني حقًا".رد "يوتيوب" وانتقادات الخبراءرينيه ريتشي، رئيس تحرير المنصة ومسؤول التواصل مع المبدعين، أوضح عبر منصة "إكس" أن الشركة "تجري تجربة محدودة" باستخدام تقنيات التعلم الآلي لإزالة التشويش والضوضاء وتحسين وضوح الفيديو، مشبهًا ذلك بميزات التصوير الحديثة في الهواتف الذكية.لكن خبراء الإعلام الرقمي لم يقتنعوا بهذا التبرير. صمويل وولي، رئيس قسم دراسات التضليل في جامعة بيتسبرغ، قال إن ما يثير القلق هو أن "يوتيوب" يتصرف بالمحتوى من دون علم أصحابه: "من حق المستخدم أن يقرر إن كان يريد تشغيل هذه الميزة أم لا، لكن هنا نرى شركة تغيّر الفيديو وتوزّعه على الجمهور دون استشارة صانعيه"، بحسب تصريحه لـ"بي بي سي".سياق أوسع من الجدلالقضية ليست معزولة، إذ تأتي ضمن سلسلة من الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسينات مثيرة للجدل. ففي مارس/آذار الماضي، أثار عرض نسخ محسّنة من مسلسلات كوميدية قديمة على "نتفليكس" انتقادات بعد أن بدت الوجوه والنصوص مشوهة. وفي 2023، وُجهت انتقادات لـ"سامسونغ" بعدما تبين أن صور القمر التي تلتقطها بعض هواتفها تم تحسينها آليًا بشكل مبالغ فيه.هذه الحوادث، إلى جانب تجربة "يوتيوب" الأخيرة، تعيد النقاش حول مخاطر الذكاء الاصطناعي على مصداقية الصورة والفيديو، وسط تحذيرات من أن تصبح الحدود بين الواقع والمصطنع أكثر ضبابية، ما يصعّب التمييز بين الحقيقة والتزييف.'يوتيوب' يعترف بتعديل مقاطع فيديو لناشريه باستخدام الذكاء الاصطناعي
مدار الساعة ـ
