في الوقت الذي تتعثر فيه اقتصادات كبرى تحت وطأة الأزمات والمتغيرات والتحديات، "ينهض الأردن "كما اعتاد دائما، واقفا بثقة وثبات، لا تهزه التقلبات ولا تربكه "التحديات الجيوسياسية"والمشهد المليء بالضبابية، وسط اشادات دولية بحسن إدارته، وثبات رؤيته، ولعل تثبيت "التصنيف الائتماني" السيادي للمملكة، خير دليل على قوتنا، فما الرسالة ؟
تثبيت التصنيف عند BB- مع نظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة ستاندرد آند بورز، ليس مجرد خبر اقتصادي، بل هو إعلان دولي جديد على أن الأردن ورغم كل ما يحيط به، يواصل طريقه بثقة، ويؤكد أنه دولة يمكن الرهان عليها، عميقة بالإدارة والحكمة وحصافة الإجراءات والتدابير.هذه الثقة لم تمنح مجاملة ولا تأتي بالصدفة، بل هي نتيجة لمسار طويل من السياسات المتزنة والإصلاحات العميقة والعمل الدؤوب، حاملة رداً واضحاً ورسالة قوية بلغة الأرقام و"التقارير المستقلة" على كل من اعتاد التشكيك بمتانة اقتصادنا، فهذا التصنيف يؤكد أن الأردن يمضي بالاتجاه الصحيح، ويدير اقتصاده بمهنية ومسؤولية ورؤية.الأردن واجه بـ"السنوات الأخيرة" عواصف اقتصادية غير مسبوقة، من جائحة عالمية إلى اضطرابات إقليمية،مرورا بارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، والعدوان على غزة، ومع ذلك لم يتراجع، بل استمر في ضبط عجز الموازنة، وتوسيع القاعدة الضريبية بعدالة، وتحفيز بيئة الأعمال وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بطريقة ترسخ الكفاءة والاستدامة ضمن إطار رؤية التحديث الاقتصادي التي أصبحت خريطة طريق حقيقية نحو المستقبل.وإذا كان الحكم على الاقتصاد يقاس بالأرقام قبل الخطابات، فإن المؤشرات والتوقعات تتحدث بوضوح،حيث توقع تقرير الوكالة أن ينمو الاقتصاد الوطني بنسبة 2.6% لهذا العام، مع ترجيحات بالوصول إلى 3% في العام المقبل و3.1% في عام 2027، مدعوما بانتعاش السياحة، وعودة "النشاط التجاري" مع سوريا والعراق، وتحسن الطلب المحلي، بالإضافة الى تراجع "الدولرة" وارتفاع الطلب على الدينار وارتفاع الاحتياطيات الاجنبية إلى أكثر من 22 مليار دولار.خلاصة القول، هذا التصنيف رسالة واضحة لمن يشككون باقتصادنا، ومفادها ان الأردن ليس اقتصادا هشاً ولا بلدا يسير بلا بوصلة، بل هو "دولة عميقة" تعرف ماذا تريد، وتتحرك نحو أهدافها بإصرار وعزيمة، حتى وإن كانت الطريق شاقة، كما انها شهادة تؤكد أن جهودنا تؤتي ثمارها، والأهم أننا نعرف بأن هذه الأرض، بتضحيات شعبها وحكمة قيادتها، لا تعرف المستحيل ، أنها تمضي للأمام برؤية وعزيمة وثقة تزداد كلما ظن الآخرون أننا سننحني أمام العاصفة.
'ستاندرد' للعالم.. الاردن لا يهزم
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ