النقد المتداول هو إجمالي الأوراق النقدية والعملات المعدنية المتداولة في الاقتصاد، والتي تُستخدم لشراء السلع والخدمات وغيرها ، هل سيختفي ؟
طبعا الأوراق النقدية الملموسة لن تختفي تماما لكنها تتضاءل شيئا فشيئا اما التسارع الهائل لانظمة الدفع الإلكتروني وستصبح النقود مجرد ارقام إلكترونية في حسابات البنوك . لا بأس ان نذكر القصة الطريفة حول تداول النقد والتي تلخص حالة الاقتصاد او ما نسميه دوران النقود التي وضعت الدراسات سقفا لها باربع دورات تكفي لكي تقول لنا ان الاقتصاد في وضع جيدكثير من الاقتصاديين يعرفون قصة السائح الذي اختار قرية صغيرة ليستحم فيها وفي احد فنادقها الصغيرة وضع 100 دولار على طاولة الاستقبال، وذهب لتفقد الغرفة التي لم تعجبه في الوقت الذي طارت فيه ال ١٠٠ دولار لتمر على الجزار ليدفع دينه ومنه لتاجر الماشية ومنه لتاجر العلف ومنه لسائق الشاحنة الذي لم يفرح به فقد كان عليه ان يدفع دينا لذات الفندق وما ان نزل السائح الذي قرر ان لا يقيم في الفندق ليسترد ال ١٠٠ دولار من الاستقبال حتى وجدها على الطاولة. صحيح ان احدا ممن امسكوا المئة دولار لم يحتفظ بها في جيبه حتى لدقائق لكنها كانت كفيلة بسداد ديون كل منهم .هذا يلخص حالة دوران النقود وان كان ذلك بأشكال وغايات مختلفة .اليوم نلاحظ تناقصا في تداول النقد والبعض من الاقتصاديين يفسرونه على انه تراجع في السيولة وهي تعني تراجعا في النشاط الاقتصادي لكن ذلك لا يبدو دقيقا إذا علمنا ان حجم التحويلات النقدية عبر نظام كليك مثلا بلغ حوالي 10.75 مليار دينار وحجم المدفوعات عبر نظام "إي فواتيركم" بلغ 12.6 مليار ديناروغيره من أنظمة الدفع الإلكتروني وهي عبارة عن نقود غير ملموسة لكن اثرها في الاقتصاد واضح جدا وكبير جدا .صحيح أن هذه الأموال الضخمة ونحن نتحدث هنا عن نحو ٢٦ مليار دينار عبر كليك وأي فواتيركم وغيرها من وسائل الدفع الإلكتروني غير ملموسة اي أنها لا تشاهد نقدا بالعين المجردة او لا تمسكها يد لكن الصحيح ايضا أنها تعكس حجم النقد المتداول لكن الكترونياً وتعكس حجم الاستهلاك لكن الكترونياً وتعكس حجم التجارة المحلية لكن الكترونياً ايضا .النقد بمفهومه التقليدي سيختفي او انه يكاد .