أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

ماذا سيحدث شرق الحدود؟


ماهر ابو طير

ماذا سيحدث شرق الحدود؟

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

بالرغم من أن كل التركيز حاليا على فلسطين وسورية ولبنان واليمن، وإيران، إلا أن الجبهة المؤجلة هي العراق، اي شرق حدودنا.

إسرائيل تريد نزع سلاح حركة حماس، وتريد ايضا نزع سلاح حزب الله في لبنان، وتريد مناطق آمنة بينها وبين سورية، منزوعة السلاح، وتريد ايضا نزع سلاح ايران الصاروخي، او النووي، في حال افترضنا ان المشروع الايراني قادر على انتاجه جزئيا او كليا.

هذا يعني انها تستهدف تطهير كل المنطقة من الصواريخ والاسلحة والطائرات المسيرة، وبحيث يتحول المشرق العربي الى منطقة منزوعة السلاح تماما، بما يوفر لاسرائيل مساحة آمنة للتوغل.

الازمة التي لم تبدأ بشكل فعلي حتى الان ترتبط بالعراق، لان الوجود الايراني في العراق قوي، من خلال تنظيمات عسكرية متعددة، لها نفوذ سياسي ونيابي وامني وشعبي، ولا يمكن الا ان تعود اسرائيل وتفتح ملف نزع السلاح في العراق، خصوصا، مع المعلومات التي تتحدث عن مخزون من الصواريخ الايرانية في العراق، وهي معلومات لا ادلة عليها، سوى دوافع التحريض ربما.

هذا يعني ان العراق امام وضع حساس جدا، وهو يدرك على مستوى تركيبته انه لا يمكن له نزع اسلحة التنظيمات العسكرية بالقوة وهذا سيؤدي الى حرب اهلية داخل العراق، مثلما ان اي محاولة من جانب لبنان الرسمي لنزع سلاح حزب الله بالقوة سيؤدي الى اقتتال داخلي بوجود قوى لبنانية سياسية وعسكرية تستهدف حزب الله ايضا، ومستعدة لاشعال حرب داخلية بذريعة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبعض القوى لديها اجندات مخترقة. اصلا.

وزير خارجية العراق صرح قبل اسابيع ان الحكومة العراقية لا تستطيع نزع سلاح الحشد الشعبي بالقوة، وهذا يعني ان العراق لن يتورط في هكذا مهمة داخلية نيابة عن اسرائيل، خصوصا، ان ايران ايضا تريد جبهات العراق، لبنان، واليمن، جبهات اسناد على الرغم من الاضرار التي تعرضت لها خلال العامين الاخيرين.

لو كانت اسرائيل واثقة ان ضرباتها انهت الاخطار عليها من هذه الدول اضافة لايران لما استغرقت الآن بالسعي لنزع الاسلحة كليا، بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة، مع ما تمثله الحدود من مخاطر جسيمة، ومفتوحة نظرا لقرب هذه الجغرافيا من فلسطين.

الأزمة تكمن في جانب آخر لا يتحدث عنه احد، إذ إن اسرائيل امام مخطط تطهير المنطقة من الاسلحة، قد تلجأ الى احد سيناريوهين، الاول القيام بضربات عسكرية جديدة بما يعنيه ذلك من كلف عسكرية وانسانية، تهيئ لاشتعال كل المنطقة.

والثاني إثارة الصراعات الداخلية بين مكونات كل بلد، من اجل الضغط لتسليم السلاح، حتى لو ادى ذلك الى اقتتال داخلي على يد قوى مناوئة للمقاومة لاعتبارات دينية او مذهبية او سياسية ولديها صلات بواشنطن وتل ابيب، وتعنون موقفها بحفظ استقرار بلادها.

نرى ذلك في ثنائيات متناقضة مؤهلة للتفجير، ابرزها ثنائية حماس وفتح في غزة، وثنائية الدولة اللبنانية وحزب الله، وثنائية الحوثيين وبقية الانجاهات اليمنية، وثنائية الدولة السورية والفصائل المقاتلة التابعة لها، وثنائية الدولة العراقية والحشد الشعبي، وهي ثنائيات مولدة للاقتتال الداخلي والحروب الاهلية على خلفية ملف تسليم السلاح، ونزعه في سياقات التكيف مع واشنطن.

ندرك هنا ان السيناريو الثاني اخطر بكثير جدا، من توجيه الضربات لأن الانقسام السياسي على خلفية تسليم السلاح او عدم تسليمه، يعني الاصطدام الداخلي في مرحلة معينة، وكأن المعركة تنتقل الى ضفة ثانية، بدلا من كونها موجهة ضد الاحتلال الذي سيتفرج على من يديرون المهمة نيابة عنه تحت عناوين سياسية ملتبسة في حقيقتها.

لن تسمح طهران لجماعاتها بتسليم السلاح، في سياقات توظيف هذه القوة المتبقية لحسابات اقليمية، ولتخفيف الخطر عليها، ولترقية شروط اي مفاوضات، في ظل استفراد اسرائيل بكل ساحة على حدة.

هذه مرحلة فاصلة تمتد عبر 4 أشهر مقبلة، والعراق مهدد إما بنشوب حرب ضده، او حدوث ارتداد داخلي خطير بين العراقيين.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ