أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الكردي تكتب: الكلاب الضالة هاجس يومي يطارد المواطنين


جوان الكردي

الكردي تكتب: الكلاب الضالة هاجس يومي يطارد المواطنين

مدار الساعة ـ

لم تعد مشكلة الكلاب الضالة مجرد مشهد عابر في شوارعنا وأحيائنا، بل تحولت إلى هاجس يومي يثير الخوف والقلق في نفوس الناس، صغاراً وكباراً.

ففي كل صباح، يخرج الطلاب في طريقهم إلى المدارس، وهم يتوجسون من تجمعات الكلاب التي تنتشر في الشوارع والأزقة، بمجموعات لا يقل عددها أحياناً عن خمسة أو سبعة، وقد يسير بعضها بمحاذاة المارة بطريقة مثيرة للذعر، فيما ينبح بعضها الآخر بشكل عدائي يجعل الأطفال يركضون هرباً، معرضين أنفسهم للسقوط أو الإصابات.

ولا يقصر الأمر على الطلاب، فالكبار والعاملون الذين يسيرون إلى أعمالهم مشياً يجدون أنفسهم في مواجهة الخطر ذاته، وبخاصة في ساعات الفجر أو بعد غروب الشمس، حين تخلو الشوارع من الحركة وتبقى الكلاب الضالة هي المسيطرة على المكان.

لقد أصبح المشي لمسافة قصيرة مهمة صعبة، بل قد يختار بعض الناس استخدام المواصلات لمسافات قريبة فقط لتفادي المرور بمجموعات الكلاب.

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة حالات متكررة من تعرض أطفال وكبار لهجمات مباشرة من الكلاب الضالة، بعضها أدى إلى إصابات وجروح استدعت العلاج، ناهيك عن الأثر النفسي المتمثل في الخوف المستمر لدى الأطفال من الخروج أو اللعب في الشوارع. هذا الخوف لا يهدد فقط السلامة الجسدية، بل يؤثر على الحياة الاجتماعية اليومية ويقيد حركة الناس في أبسط تفاصيلها.

من الواضح أن المشكلة لم تعد تحتمل التأجيل. فترك الكلاب الضالة تنتشر بلا رقابة أو حلول عملية يزيد من تعقيدها، وقد يحولها إلى أزمة صحية وأمنية في آن واحد.

الأمر يتطلب رؤية متكاملة من قبل البلديات ووزارة الإدارة المحلية والجهات الصحية، تقوم على خطط واضحة للسيطرة على الكلاب الضالة، أكان عبر حملات إنسانية تضمن سلامة المجتمع، أو عبر إنشاء مراكز خاصة للتعامل معها وفق معايير تراعي البعد البيئي والصحي.

كما أن هذه الظاهرة تستدعي تفعيل دور المجتمع المحلي، من خلال التبليغ عن أماكن تواجد الكلاب الخطرة، ونشر الوعي بأهمية التخلص السليم من النفايات التي قد تجذب الكلاب وتزيد من تجمعها في المناطق السكنية. فالمسألة ليست مسؤولية الجهات الرسمية وحدها، وإنما مسؤولية مشتركة تبدأ من وعي الأفراد وتنتهي بخطط الحكومة.

رسالتنا اليوم واضحة ومباشرة: لقد آن الأوان للتحرك الجاد، فحياة الناس لا يجوز أن تبقى رهينة الخوف من الكلاب الضالة. نحن بحاجة إلى إجراءات عاجلة تعيد الأمن إلى الشوارع، وتمنح طلابنا وأطفالنا الطمأنينة في طريقهم إلى المدرسة، وتمكّن كبارنا من السير في أحيائهم دون رهبة أو قلق.

إن وجود الكلاب الضالة بيننا بهذا الشكل لم يعد مقبولاً، والمسؤولية تقع على عاتق كل من بيده القرار والتنفيذ.

في النهاية، يبقى الحق الأساسي لكل مواطن أن يسير في شوارع مدينته بأمان، بدون أن يطارد الخوف خطواته أو يحد من حريته. وهذا ما نأمله من الجهات المعنية، أن تجعل معالجة هذه القضية أولوية قصوى، قبل أن يتفاقم الخطر أكثر ويتحول إلى كارثة يصعب السيطرة عليها.

مدار الساعة ـ