أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو نقطة يكتب: قصص نجاح لأردنيين من رحم التحدي


عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

ابو نقطة يكتب: قصص نجاح لأردنيين من رحم التحدي

عبد الرحمن ابو نقطة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ

في الأردن، غالبًا ما تتجه الأنظار نحو قصص النجاح الكبيرة والمعروفة، كشركات التكنولوجيا العملاقة أو المشاريع الضخمة التي تتردد أسماؤها في الإعلام. لكن في قلب كل مدينة وقرية، تختبئ حكايات نجاح استثنائية لأفراد شقوا طريقهم بإصرار، متجاوزين الصعوبات بصمت. إنها قصص تستحق أن تُروى، لأنها تبرهن أن النجاح ليس حكرًا على أحد، بل هو نتاج الإرادة والإبداع.

الشاب الذي حوّل "المستودع" إلى استوديو عالمي

"أحمد"، مصور فوتوغرافي من إحدى قرى شمال الأردن، لم تكن لديه الإمكانيات الكافية لبدء مشروعه. كان يمتلك شغفًا كبيرًا بالكاميرا، لكن أدوات التصوير الاحترافية كانت باهظة الثمن. بدلاً من الاستسلام، قرر أن يستغل ما هو متاح. حوّل مستودعًا قديمًا في منزل عائلته إلى استوديو صغير باستخدام مواد بسيطة، كالخشب المستعمل وقطع القماش. لم يكتفِ بذلك، بل علّم نفسه تقنيات الإضاءة المتقدمة من خلال مقاطع الفيديو على الإنترنت، وبدأ بتقديم خدماته بأسعار معقولة. خلال فترة قصيرة، اكتسب سمعة ممتازة، وبدأ بالعمل مع شركات إعلانية ومصممين أزياء محليين. اليوم، يُعتبر استوديو "أحمد" مقصدًا للكثيرين، وقصته خير دليل على أن الإبداع لا يحتاج إلى رأس مال ضخم، بل إلى عقل مفكر ويد عاملة.

قصة "أم محمد": من ربة منزل إلى سيدة أعمال

في منطقة نائية من البادية الأردنية، كانت "أم محمد" تمتلك موهبة فطرية في صناعة الصابون الطبيعي وزيت الزيتون. كانت تصنعهما لعائلتها فقط، لكن جيرانها بدأوا يطلبون منها كميات أكبر لجودتها العالية. لاحظت "أم محمد" وجود فرصة، فقررت تحويل موهبتها إلى مشروع صغير. بدأت ببيع منتجاتها من منزلها، ثم استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتها على نطاق أوسع. بالتعاون مع إحدى الجمعيات المحلية، تمكنت من تطوير عبوات جذابة وتسجيل منتجاتها رسميًا. اليوم، "أم محمد" لا تبيع الصابون فقط، بل توظف عددًا من سيدات المنطقة لمساعدتها في الإنتاج، لتصبح قصتها مصدر إلهام لكل سيدة تحلم بتحقيق استقلالها المادي.

المبرمج الذي بنى تطبيقًا لخدمة المجتمع

"عمر"، خريج هندسة حاسوب من إحدى الجامعات الحكومية، كان يشعر بالإحباط من قلة فرص العمل المتاحة في تخصصه. لكن بدلاً من الانتظار، قرر أن يبتكر الحل بنفسه. لاحظ أن الكثير من الناس في منطقته يعانون من إيجاد حرفيين موثوقين، مثل السباكين والكهربائيين. فقرر أن يطور تطبيقًا بسيطًا يربط بين أصحاب الحرف والزبائن المحتاجين لخدماتهم. بدأ "عمر" مشروعه بمجهود شخصي، وبمساعدة أصدقائه في اختبار التطبيق. لم يكن لديه أي تمويل خارجي، لكن إيمانه بفكرته كان كافيًا. اليوم، يعمل تطبيق "عمر" في عدة مدن أردنية، ويساعد مئات الحرفيين على إيجاد فرص عمل، ويقدم للمستخدمين خدمة سريعة وموثوقة.

هذه القصص ليست مجرد حكايات عن النجاح، بل هي دروس في الصبر والإصرار. إنها تؤكد أن النجاح الحقيقي ينبع من الإيمان بالذات، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص. في الأردن، كل يوم، يُكتب فصل جديد من فصول الإنجاز، فقط علينا أن نبحث عنها ونرويها.

مدار الساعة ـ