أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الحياء وفضله والحثِّ على التَّخلق به

مدار الساعة,شؤون دينية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -1/680- عن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما: أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: دَعْهُ، فإِنَّ الحياءَ مِنَ الإِيمانِ متفقٌ عَلَيْهِ.

2/681- وعن عِمْران بن حُصَيْن رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ متفقٌ عَلَيْهِ.

وفي روايةٍ لمسلمٍ: الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ، أَوْ قَالَ: الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ.

3/682- وعن أَبي هُريرة : أنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: الإيمَانُ بِضْعٌ وسبْعُونَ –أوْ: بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبةً، فَأَفْضَلُها قوْلُ: لا إلهَ إلَّا اللَّه، وَأدْنَاها إمَاطةُ الأَذَى عن الطَّرِيقِ، والحياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ متفقٌ عَلَيْهِ.

4/683- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ  قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّه ﷺ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فَإذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُه عَرَفْنَاهُ في وَجْهِهِ" متفقٌ عليه.

الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.

أما بعد: فهذه الأحاديث الصحيحة كلها تتعلق بالحياء، والحياء خلق كريم قلبي، من أخلاق القلوب، يحمل على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويزجر عن قبيحها وسفسافها؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للأنصاري الذي كان يعظ أخاه في الحياء، يعني: يعظه في ترك الحياء؛ يقول له: وأيش هذا الحياء؟! لماذا تستحي؟! قال له: دعه، فإنَّ الحياء من الإيمان يعني: دعه يستحي، فإنَّ الحياء من الإيمان، وفي اللفظ الآخر: الحياء خيرٌ كله، الحياء لا يأتي إلا بخيرٍ؛ لأنه يزجر عن القبائح، ويمنع من سيئ الأخلاق، فهو خيرٌ كله.

وفي الحديث الثاني يقول ﷺ: الإيمان بضعٌ وسبعون -أو قال: بضع وستون- شعبة يعني: قطعة، طائفة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، شعبة يعني: طائفة.

وقال في حديث أبي سعيدٍ: "كان ﷺ أشدّ حياءً من العذراء في خدرها، وإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه"، كان يستحي أن يُباشر أصحابه أو يُقابلهم بما لا يحسن، وكان طيب المحادثة، كريم الأخلاق عليه الصلاة والسلام، وكان يستحي أن يصدر منه شيء يُخالف الأخلاق الكريمة والآداب الصالحة ومحبة الإخوان وإكرامهم وما يقدح في ذلك، فهو يُحبب إلى أصحابه ويُحب لهم الخير، ويُباشرهم بالكلمات الطيبة، والألفاظ الحسنة، والدعوات الطيبة، يتألفهم على الإسلام، ويستنزف ما في القلوب من الوحشة أو الكراهة للحقِّ أو المجالسة، فكلما جاء الحياء في طريقٍ نفع الأمة؛ لأنه يزجر عن القبائح، وعن سيئ الكلام، وعن سيئ المحادثة، ويُعين على طيب الكلام، وحسن الأسلوب، وطيب المحادثة، وحسن المعاملة.

أما الحياء الذي يمنع من الحقِّ فهذا ليس بحياءٍ، هذا يُسمَّى: عجزًا وضعفًا، الذي يمنعك من الحقِّ ومن قول الحقِّ والصدع بالحقِّ هذا لا يُسمّى: حياءً، هذا يُسمَّى: ضعفًا، ويُسمّى: عجزًا، وإنما الحياء الذي يُعينك على الخير، ويمنعك من القبائح، ويُعينك على مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وطيب الكلام، وحُسن المحادثة، وكرم الضيافة، وغير هذا، هذا هو الحياء، أما حياء يمنعك من قول الحق، ويُثبطك عن قول الحق، ويُجرئك على قول الباطل؛ فهذا ليس بحياءٍ، ولكنه ضعف وعجز وضدّ الكيس. وفَّق الله الجميع.


مدار الساعة ـ