أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العمري يكتب: الأمن المالي الإلكتروني في عصر 'القرصنة الجديد'


الدكتور خالد فارس العمري
استاذ مساعد في جامعة عجلون الوطنية

العمري يكتب: الأمن المالي الإلكتروني في عصر 'القرصنة الجديد'

الدكتور خالد فارس العمري
الدكتور خالد فارس العمري
استاذ مساعد في جامعة عجلون الوطنية
مدار الساعة ـ

لكل عمل مؤسسي في حياتنا نظام أمني متخصص يهدف إلى حماية المؤسسة من الهجمات غير المشروعة، سواءً كانت تقليدية بطبيعتها أو مرتبطة بالتطور التكنولوجي حول العالم، مثل عمليات الاختراق الحاسوبية.

وتُعدّ المؤسسات المالية، أو العمليات المالية عمومًا، من أكثر القطاعات حاجة إلى الحماية من الهجمات ومحاولات الاختراق والسرقة، لذلك، ظهر مصطلح "الأمن المالي الإلكتروني"، الذي يُعتبر اليوم من أبرز مصادر القلق في ظل تطور التكنولوجيا المالية وانتشار الحوالات الرقمية حول العالم، وقد أصبح هذا المجال يحظى باهتمام واسع، ما دفع كبرى شركات الحماية الإلكترونية للاستثمار فيه، والمضيّ نحو التميز والوصول إلى الريادة في تقديم الخدمات الأمنية.

ولفهم مصطلح الأمن المالي الإلكتروني بشكل أعمق، لا بدّ من التمعّن في العناصر المرتبطة به، وفي مقدّمتها الجهات والأفراد الذين يمارسون الاحتيال الإلكتروني، ومن أبرز أساليبه اختراق البيانات. إذ يتمتع ما يُعرف بـ"الهاكرز" أو مجرمو الإنترنت بذكاء ومهارات تقنية عالية تُمكّنهم من الوصول إلى البيانات المالية الحساسة الخاصة بالأفراد والمؤسسات، وتشير الإحصائيات إلى أن حالات الاحتيال المالي الإلكتروني في ازدياد مستمر على مستوى العالم.

ومن أبرز الأساليب التي يستخدمها المحتالون - والتي أصبحت أقل فاعلية مع تطور سبل الأمان - "البريد الإلكتروني الاحتيالي"، ويتمثل بإرسال رسائل تهدف إلى سرقة البيانات الشخصية، كأن يقوم أحد المخترقين بتصميم واجهة تشبه واجهة أحد البنوك تمامًا، مستخدمًا نطاقًا إلكترونيًا قريبًا من النطاق الرسمي، في محاولة لإقناع المستخدم بإدخال بياناته، مثل معلومات البطاقات الائتمانية أو الحسابات البنكية، والتي يمكن استخدامها لاحقًا في سرقة الأموال.

أما الأسلوب الآخر، والذي يُثير قلقًا أكبر بسبب تعقيده، فهو "الهجوم الإلكتروني"، وقد أُطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه الغارة الحربية أو الهجوم المسلح، لكنه يحدث في الفضاء الإلكتروني، ويُقصد به شنّ هجوم منسق على عنوان إلكتروني محدد بهدف اختراقه وسرقة البيانات، مثل الهجمات التي تستهدف المواقع الرسمية للبنوك للحصول على أرصدة العملاء وبياناتهم الحساسة.

كما يلجأ المحتالون إلى طرق أخرى لخداع الضحايا، كإيهامهم بأنهم يستخدمون صفحات آمنة، في حين تكون هذه الصفحات زائفة ومصممة خصيصًا لسرقة البيانات، خصوصًا في مواقع المتاجر غير المحمية أو الصفحات التي تحاكي الواجهات الرسمية.

لكن، ولحسن الحظ، فإن تطور أساليب الهجمات الإلكترونية يقابله تطور مماثل في تقنيات الحماية، مثل استخدام برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة، وتحديثها بشكل دوري، مما يُساهم في حماية المعلومات المخزنة على الأجهزة المختلفة، كما يُسهم تأمين الشبكات واستخدام تقنيات التشفير في تعزيز حماية البيانات المالية والشخصية.

ومن أجل حماية بياناتنا الرقمية، لا بد من تغيير كلمات المرور بانتظام، واختيار كلمات مرور قوية، وتجنّب فتح الرسائل الإلكترونية المشبوهة أو التفاعل معها، إضافة إلى التأكد من وجود علامات الأمان في المواقع الإلكترونية قبل إدخال أي معلومات مالية، مثل رمز "https".

مدار الساعة ـ