يُعتبر النمو ما بعد الصدمة او اكتشاف المشقة كما اسماه الكثيرين،تحول نفسي إيجابي يحدث بعد تعرض الشخص لصدمة أو محنة،فيواجه تغييرات عميقة في تفكيره و فهمه للعالم، كما يكتشف قوى جديدة يصيح من خلالها قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بمستوى أعلى مما كان عليه سابقًا،بالرغم من أن النمو ما بعد الصدمة لا يعني زوال الألم لكنه يُمثل رحلة تحول شخصي عميق يتضمن إيجاد المعنى و تطوير علاقات أقوى.

و قد حدد العلماء خمسة تطورات إيجابية في حياة الفرد بعد تعامله مع الصدمة النفسية،فينمو شعوره بالتقدير و الإمتنان أكثر للحياة و الناس و التجارب،و يُظهر تحسنًا فعليًا في تقوية الروابط الإجتماعية و القدرة على التعاطف،و تطورًا ملحوظًا في الشخصية ليستبصر بنقاط قوة شخصيته الجديدة،مما حتمًا يرفع من مستوى الثقة بالنفس و تقدير الذات و تحمل المسؤولية،كما تشمل هذه التطورات فهمًا روحانيًا و ارتباط أكبر بالدين،و خلق منظور جديد للحياة و القيم و الإهتمامات و اعطاؤها معنى أسمى و قدرة على التجديد و التغيير.

يتأثر النمو ما بعد الصدمة بمجموعة من العوامل و التي على الشخص إدراكها منها طبيعة الشخصية و سماتها ، و القدرة على تجاوز الأزمات ، و مستوى التدين، و العمر فالأطفال أقل قدرة على النمو ما بعد الصدمة خاصة ما قبل الثمان سنوات نظرًا لعدم اكتمال القدرة العقلية ما يقلل من قدرتهم على التعامل مع مثل هذه الظروف مقارنة بمرحلة المراهقة و الشباب ، ولا بد من ذكر أنه و على اختلاف الجنسين فلا يوجد فروق كبيرة في قدرة كل من الرجال و النساء على النمو ما بعد الصدمة.

و لكن هل يحدث نمو ما بعد الصدمة مباشرة ؟ أجابت الكثير من الدراسات على هذا السؤال، فأي صدمة يتعرض لها الشخص يجب أن تأخذ الوقت الكافي و تُعالج عواقبها.من هُنا و بدوري أقول اسمح لنفسك دائمًا بأن ترى الجانب المضيء في كل محنه،وان الشعور بالألم و الحزن و الغضب و المشاعر السلبية ، مشاعر طبيعية و هي الطريق الصحيح للتعافي و الحصول على أفضل النتائج.