أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن لا يخشى الهراء والهذيان السياسي لنتنياهو


العين حسين هزاع المجالي

الأردن لا يخشى الهراء والهذيان السياسي لنتنياهو

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

بعد التصريحات المليئة بالهذيان والهراء السياسي الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى» تبدو المرحلة القادمة أخطر مما نتصور، وأصبح السكوت واللامبالاة، أو حتى التشكيك في ابعادها أو التقليل من خطورتها على القضية الفلسطينية والوطن الأردني غير مقبول البتة، فالوضع جد خطير كونه يمثل حالة من الصراع الوجودي الذي لا نملك معه إلا خيارا واحدا وهو المواجهة والانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني العدواني التوسعي.

نتفق كأردنيين على أن الكيان المحتل عدو ومصدر تهديد للدولة الأردنية، وربما يشكل في هذه المرحلة بالذات خطراً وجودياً، لكن المؤكد أن حدودنا الجغرافية ليست خطوطاً على الخريطة، بل حدودنا "خطوط نار" إذا فكروا أن يقتربوا من سيادتنا وأمننا الوطني.

فتوقيتُ حديث نتنياهو له مغزى سياسي يستهدف الداخل الإسرائيلي وخاصة اليمين المتطرف، ويسعى إلى تسويق نفسه أمام الولايات المتحدة بوصفه يخوض معركة مصيرية بالنيابة عنها وعن مصالحها في المنطقة.

الاحتلال في ورطة حقيقية اليوم، فثمة سؤال يطرح كيف يمكن لنتنياهو أن يتحدث عن ما يسمى بإسرائيل الكبرى، وعمليا هناك قسم من النادي السياسي الإسرائيلي اصبح محظوراً عليه السفر للعالم بسبب العدوان الغاشم على غزة؟.

فكرة إسرائيل الكبرى ليست جديدة، فهي موجودة منذ تأسيس الفكر الصهيوني من أيام هيرتزل، وسبق طرحها نتنياهو بالتفصيل في كتابه "مكان تحت الشمس" قبل نحو ثلاثين عاماً، لكن الجديد فيها هو التوقيت، ودقة الانفجار السياسي والأمني الخطير الذي تعيشه المنطقة حالياً.

فقيام دولة الكيان كان بغطاء دولي بعد الحرب العالمية الثانية، اما اليوم قيام إسرائيل الكبرى يفتقد الى الحد الأدنى من المنطق الذي يسير عليه النظام العالمي، وبالتالي يمكن لنتياهو أن يفكر بان هذا الحديث يبقيه في الحياة السياسية، لكن عمليا هذا الكلام يعكس الازمة الحقيقية التي يعيشها المشروع الصهيوني.

لذا، كيان الاحتلال كشف عن وجهه الحقيقي الذي نعرفه، والوقائع التي افرزها العدوان على غزة، وما بعدها، تشير إلى أننا أمام مشروع صهيوني يستهدف محاولة تصفية القضية الفلسطينية، ويريد أن يُحمّل الأردن أعباء هذه التصفية، وربما تتجاوز أهدافه أبعد من ذلك، لوضع المنطقة كلها تحت قبضته.

إذاً نحن نتعامل مع فكر صهيوني متطرف يقوم على فكرة التوسع وعدم الايمان بالسلام، بالمقابل الدولة الأردنية لديها ما يلزم من أوراق سياسية للتعامل مع أي مستجد قادم والتكيّف مع أي طارئ، فالأردن دولة قوية وقادرة على مواجهة الجنون الإسرائيلي، تحت أي فكر سواء بالتهجير أو أحاديث إسرائيل الكبرى.

أستطيع القول: إن الأردن اليوم يملك أقوى ورقة يمكن الاعتماد عليها في ظل حالة الاستفراد الإسرائيلي بالمنطقة والعالم كله شاهد على هذه المحرقة في غزة.

توحش المحتل الصهيوني وعدم قدرة العالم على لجمه، يعطينا "نحن" الأردنيين القدرة، كما فعلنا، تماماً، في «الكرامة المعركة»، يمكن أن نفعل في"الكرامة المشروع" للمواجهة الآن، هذا يحتاج أن نثق أولاً بالدولة ونحتشد خلف قيادتها ومؤسساتها، فالدولة الأردنية لديها حساباتها بدقة، وتضع أسوأ الاحتمالات ومستعدة للتعامل معها بهدوء وبلا ضجيج، وفي تقديري أن الأولويات الأردنية في هذه المرحلة تتوجه إلى دعم صمود اشقائنا الفلسطينيين على ارضهم، لأن هذا الصمود هو الرهان الأهم في معادلة الصراع مع الكيان المحتل.

ما يجب أن نفعله، كأردنيين، هو أن نشكل سندا وظهيرا للدولة، وأن تضبط الإيقاع والمزاج العام، وأن تطرح ما يلزم من أفكار ونصائح لتصحيح أي اجتهادات او انفعالات قد لا تصب في المصلحة العليا للدولة، لا وقت لمزيد من الانتظار أو الجلوس على مقاعد المتفرجين، ولا عذر لمن يفكر بالاختباء أو الانسحاب أو الحرد والمناكفة، الأردن في عين العاصفة، ومن الجميع أن يتحرك لحمايته والحفاظ عليه، والدفاع عن وجوده وحدوده تحت مظلة الدولة.

المهم اليوم، أن يطمئن الأردنيون إلى قوة دولتهم ومنعتها، وإلى سلامة خياراتها ومساراتها وأدواتها، والمهم -أيضا- أن يحتشدوا خلف مواقفها وقراراتها، وأن يعززوا صلابة جبهتهم الداخلية، كما فعلوا دائما، وكما سيفعلون ضد كل من يحاول أن يعتدي على ترابهم أو يمس كرامتهم الوطنية، أو يختبر صمودهم وتضحياتهم وقدرتهم على رد العاديات..

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ