أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

أكاذيب نتنياهو الرابحة


فهد الخيطان

أكاذيب نتنياهو الرابحة

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ

يعود نتنياهو من جديد ليمارس أسلوبه في النصب السياسي، مع علمه الأكيد أنه أصبح مكشوفا في العالم. ذلك لا يهم ما دامت إدارة ترامب تقدم له دعما مطلقا.نتنياهو سياسي كذاب كما يجمع العالم على وصفه، لكنه يكذب لأجل مشروع صهيوني مكتمل في ذهن اليمين الإسرائيلي، ويمضي في تنفيذه بشكل متسارع من ذلك اليوم المشهود في السابع من أكتوبر.

عندما قرر نتنياهو العام الماضي اجتياح مدينة رفح، ومحوها من الوجود، شن حملة إعلامية لتضليل الرأي العام الإسرائيلي، والاحتيال على مواقف المجتمع الدولي، وبالأخص إدارة بايدن التي كانت تعارض العملية.

في ذلك الوقت زعم نتنياهو أن احتلال رفح ومحور فيلادلفيا أمر لا بد منه من للقضاء على ما تبقى من كتائب حماس العسكرية. وصرح:"من المستحيل إكمال النصر دون دخول الجيش إلى رفح من أجل القضاء على بقية كتائب حماس". ووصف المدينة المنكوبة بأنها المعقل الأخير لحماس.

وبعد أسابيع على بدء الهجوم الوحشي على رفح، قال نتنياهو إن" المرحلة العنيفة من الحرب على غزة، على وشك الانتهاء".

رغم المعارضة العالمية الواسعة لاجتياح رفح، إلا أن نتنياهو نجح في تمرير مخططه كما لو أنه الخطوة الأخيرة المؤلمة التي لا بد منها للحرب.

هذه الأيام، يعتمد نتنياهو نفس السيناريو لتبرير خطته لاجتياح مدينة غزة؛ الموقع الوحيد الذي اكتفت قوات الاحتلال بقصفه بشكل متقطع، دون اجتياحه، كما فعلت في مختلف مناطق القطاع.

بلع نتنياهو كلامه عن رفح بكونها" المعقل الأخير" لحماس، " والمعركة الأخيرة" في الحرب على غزة، ليصيغ مقاربة مشابهة عن مدينة غزة، التي صمدت كملاذ أخير لنحو مليون غزي شردتهم الحرب.

وكما فعل إبان اجتياح غزة، لجأ نتنياهو لاستخدام المفاوضات مع الوسطاء كغطاء دبلوماسي لتنفيذ العملية العسكرية الموعودة، بالإعلان عن نيته إرسال وفد للتفاوض حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

الفارق الجوهري هذه المرة، هو في موقف الإدارة الأمريكية، بايدن الذي عارض بشكل علني اجتياح رفح،واكتفى بهذا الموقف، حل مكانه ترامب الذي منح الضوء الأخضر لعملية غزة، بشرط إنجازها بسرعة!

هل كان مخططا لهذه العملية من قبل، أم أن أهداف الحرب على غزة تطورت مع مرور الوقت؟

لا يتوفر جواب حاسم. نتنياهو كان قد أعلن في وقت مبكر أن نهاية الحرب على غزة، تتطلب القضاء على حكم حماس وتحرير الأسرى. قبل أسابيع أضاف شروطا جديدة، تجعل من نهاية الحرب أمرا مستحيلا في المدى المنظور.

من الواضح أن حكومة اليمين الإسرائيلي، تستثمر بشكل فعال بالإخفاق السياسي والدبلوماسي العالمي في إجبار إسرائيل على وقف الحرب، ما يحفز نتنياهو على رفع سقف أهدافه.

الفشل تمثل في عدم فرض عقوبات قاسية على إسرائيل، وعدم اتخاذ خطوات حاسمة لتطبيق خطة السلام المؤقت في غزة.

صحيح أن استمرار الحرب، يساعد نتنياهو على البقاء في الحكم. واختراع أهداف جديدة للعملية العسكرية يصب في هذا الاتجاه. لكن هذا التقدير ليس كافيا لتفسير مواصلة إسرائيل حرب الإبادة في غزة.

اليمين المتطرف في الحكم،ينوي كما يبدو من سلوكه، الضغط بكل قوة، لتجريد الفلسطينيين في غزة من أرضهم، والدفع لتهجيرهم خارج القطاع، حتى لو تطلب الأمر حربا تستمر لسنوات إضافية.

المعنى العملياتي لفرض السيطرة الأمنية على غزة، هو مواصلة الحرب لتهجير السكان.

مدينة غزة تمثل الحلقة الأهم في هذا المخطط، بوصفها الخزان البشري الأكبر في القطاع.

مدار الساعة (الغد الأردنية) ـ